ارتفع الضغط بين الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، وبين حركة إنقاذ "الأرندي"، التي يقودها وزير الصحة الأسبق، البروفيسور، يحيى قيدوم، وذلك على خلفية ما يعتقد أن بن صالح يوفر الحماية لرجالات أحمد أويحيى. وتطالب الحركة التقويمية التي أسقطت الأمين العام السابق للأرندي، بتصفية محيط أحمد أويحيى، الذي لا يزال يصنع القرار في ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد، في صورة عبد السلام بو الشوارب وشيهاب صديق وعبد الكريم حرشاوي، الذي كان قد وقع بيان أعقب لقاءه بالأمين العام بالنيابة، إلى جانب عدد من المنسقين الولائيين الذين يعتبرون من أكبر الأوفياء لشخص الأمين العام السابق، وذلك قبل انعقاد المؤتمر الرابع. وقد خلّف القرار الذي اتخذه الأمين العام المؤقت، والذي يعطي ضمانات للمحسوبين على الأمين العام السابق، أحمد أويحيى، بعدم تنحيتهم من مناصبهم قبل المؤتمر المقبل، تذمر لدى الأوساط التي أجبرت أويحيى على الاستقالة، ويعتبرون ذلك محاولة للالتفاف على "الثورة" التي أطاحت بأويحيى. وذهبت أوساط رافضة لما يقوم به بن صالح هذه الأيام، لاتهامه بتحضير الأجواء لعودة أحمد أويحيى إلى قيادة التجمع الوطني الديمقراطي، من باه الواسع، بعد أن طرد من النافذة، وهو الاتهام الذي يعتبره الموالون للوزير الأول السابق المطاح به من قيادة الأرندي، تضخيم للأمور ولا تجد لها أدلة على الأرض. وقد شكلت المؤاخذات التي سجلت هذه الأيام على عبد القادر بن صالح، صحة المخاوف التي كانت قد أثارها في وقت سابق، بعض خصوم أويحيى يوم كان النقاش دائرا حول أهلية رئيس مجلس الأمة لقيادة التجمع الوطني الديمقراطي، والتي مفادها أن بن صالح لا يتمتع بالشخصية الصارمة التي من شأنها فرض منطق الأشياء فيما يتعلق بالتغيير الذي ينشده من شق عصا الطاعة على الأمين العام السابق، المتهم بتكريس ممارسات غير ديمقراطية في تسيير الحزب وفي توزيع المناصب على من يستحقها. ويعرف عن عبد القادر بن صالح بأنه شخصية هادئة تتحاشى المواجهة، وعادة ما تنزع إلى أوسط الحلول، ولعل ذلك يكون قد ساهم في حالة الأمان التي يتمتع بها رجالات أحمد أويحيى، بالرغم من مرور ما يقارب الشهر على الإطاحة بالأمين العام السابق، وهو الأمر الذي يرفضه جملة وتفصيلا، المطالبون بالتغيير. ومن شأن هذه المعطيات أن تدفع الأمور في التجمع الوطني الديمقراطي إلى التعقيد، في وقت يعكف فيه الحزب على التحضير للمؤتمر الرابع، ما يعني أن ما هو قادم من أيام سيكون ساخنا على عكس البرودة التي تطبع المناخ هذه الأيام، سيما بعد أن هدد منسق حركة إنقاذ الأٍندي، البروفيسور يحيى قيدوم، بالقيام بحركة تصحيحية من شأنها أن تعيد الأزمة في الحزب، إلى مربع البداية، بعد أن اعتقد الجميع أنها في طريقها إلى الحل، بتنحية أويحيى.