قالت الناها بنت مكناس وزيرة خارجية موريتانيا إن بلادها لن تكون قاعدة خلفية للإرهاب، في إشارة منها إلى تنامي نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة. واعتبرت بنت مكناس في حديث صحفي، أن الإرهاب والتطرف هما نتاج للفوارق الطبقية ولاتساع الهوة بين مكونات المجتمعات في منطقتنا الإفريقية، وقالت إن بلادها تعمل جاهدة من أجل تأمين الظروف المناسبة للقضاء على كل أشكال التهميش والحرمان، كما أن قيادة وشعب موريتانيا يرفضان التعصب والتطرف اللذين يتناقضان مع التعاليم السمحة لديننا الإسلامي الحنيف، وبالتالي لن تكون موريتانيا قاعدة خلفية للإرهاب بكل أشكاله. موازاة مع هذا أعلن الدرك الموريتاني استحداث ثلاث هيئات أركان في المناطق في إطار إجراءات جديدة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن، كما ذكرت وكالة الأنباء الموريتانية أمس، وقال رئيس هيئة أركان الدرك الجنرال ندياغا دينغ انه سيتم إنشاء ثلاث هيئات أركان للدرك، للشرق والوسط والغرب، مع تزويدها بتجهيزات جديدة عالية الأداء ومتطورة وأنظمة معلوماتية ووسائل اتصال حديثة. وكان الجنرال يتحدث أثناء اجتماع في كيفا (600 كلم شرق نواكشوط). وأضاف أن عناصر الدوريات المتحركة ستمنح دعما كبيرا مع مكاسب ومخصصات وعلاوات وتعويضات بهدف تحسين قدرة وأداء الدرك الوطني. وأضاف ان سيارات الدرك ستخضع أيضا للتحديث والتجهيز بهدف ضمان فاعلية اكبر في العمل. وفي السنتين الأخيرتين، كانت موريتانيا هدفا لهجمات عدة واغتيالات وعمليات خطف غربيين قام بها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مما دفع الى إصلاح قوات الأمن في هذا البلد الشاسع الصحراوي في قسم كبير منه. وخلال السنوات الأخيرة، كثف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الهجمات وعمليات الخطف في دول الساحل (موريتانيا ثم مالي والان النيجر). ولا تخفي الدوائر الأمنية المحلية والغربية خشيتها من تحول موريتانيا إلى ما يشبه القاعدة الخلفية لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي غيرت اسمها إلى تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "، وذلك في أعقاب العمليات المتعددة التي نفذها هذا التنظيم الذي تزايد نشاطه في صحاري موريتانيا والجزائر ومالي والنيجر. من جهة أخرى،جددت وزيرة خارجية موريتانيا التأكيد على أن بلادها قطعت نهائيا علاقاتها مع إسرائيل،وذلك "وستظل من منطلق انتمائها العربي والإفريقي إلى جانب الحق العربي وحق كافة الشعوب في العيش بكرامة وحرية".