وصلت أمس، إلى الجزائر، وزيرة الخارجية والتعاون الموريتانية، ألناها بنت حمدي ولد مكناس، حاملة رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، من نظيره الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في طياتها سبل تعزيز العمل العسكري المشترك لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، في ظل العلاقات الممتازة بين الجزائر وموريتانيا. ومن المتوقع أن تتناول المسؤولة الموريتانية، مع مسؤولين في الخارجية الجزائرية، عددا من النقاط ذات الاهتمام المشترك، قبل انطلاق أشغال الاجتماع رفيع المستوى لمناقشة الوضع الأمني بمنطقة الساحل الإفريقي في ظل تزايد تهديدات ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط في المنطقة، غدا الثلاثاء، ودراسة التهديدات التي تطلقها القاعدة في كل حين، وكذا التدخل الأجنبي لدى دول الساحل، إضافة إلى البحث عن استراتيجيات أمنية كفيلة بتقويض نشاط الإرهاب في المنطقة، والاستفادة من الخبرات التي تمتلكها الجزائر في هذا الإطار. كما يتوقع مراقبون، أن يتطرق الطرفان الجزائري والموريتاني، إلى قضية إطلاق مالي لسراح أربعة نشطاء في تنظيم القاعدة كانوا محتجزين داخل سجون باماكو، بعد الضغوط الكبيرة التي مارستها باريس عليها، بالرغم من اللائحة الأممية رقم 1904 التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي والتي تنص على تجريم منح الفدية للجماعات الإرهابية، إضافة إلى الضغوط التي تمارسها كل من إسبانيا وإيطاليا على نواكشوط للاستجابة إلى مطالب القاعدة للإفراج على الأوربيين الأربعة المحتجزين لديها، وهو الأمر الذي تفرضه موريتانيا جملة وتفصيلا. كما سيكون ملف القضية الصحراوية على طاولة النقاش، على اعتبار أنه يكتسي أهمية كبيرة لضمان أمن واستقرار منطقة الساحل الإفريقي بأكملها، خاصة وأن المسؤولة الموريتانية قادمة من المغرب التي حلت بها في زيارة رسمية ليوم واحد . وفي سياق متصل، وصل وزير الخارجية المالي مختار وان، أمس إلى نواكشوط، قبل أن يحل بالجزائر اليوم لحضور اجتماع وزراء خارجية دول الساحل الإفريقي، الذي خصص للإرهاب، حيث التقى بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في مسعى لإنهاء التوتر السياسي القائم بين مالي وموريتانيا علي خلفية إفراج باماكو عن أربعة إرهابيين ينتمون لقاعدة المغرب الإسلامي، بعد ضغوط فرنسية، وهي الخطوة التي اعتبرتها نواكشوط، غير ودية وضارة بعلاقات البلدين، واستدعت على إثرها سفيرها في مالي للتشاور. ومن المنتظر أن يلتقي المسؤول المالي مع كبار المسؤولين في الجزائر في خطوة لإذابة الجليد بين البلدين بعد إفراج باماكو عن أربعة إرهابيين ينتمون لقاعدة المغرب الإسلامي بينهم جزائري.