يراهن الآفلان منذ تولي عمار سعداني، الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني على الشباب المناضل داخل الحزب خاصة بعد انسحاب العديد من المنظمات الطلابية، بسبب الأزمات التي عاشها الحزب والتي كان يعتمد عليها في كل موعد استحقاقي. ويسعي حاليا عمار سعداني، هيكلة شباب الحزب استعدادا لرئاسيات 2014، لتعويض الوعاء الشباني الذي فقده خلال الأزمات التي تعرض إليها في وقت سابق. وجاء اجتماع عبد القادر زحالي، المكلف بالأمانة العامة لشباب الحزب بناءا على تعليمات التي وجهها له سعداني، وكلفه حسب المعلومات التي تحصلت عليها "الجزائر الجديدة " بإعادة هيكلة الشباب المناضل داخل الحزب الذي كان مهتما في وقت سابق بالصراع الذي كان جاريا بين قياديي الحزب وهو حاليا مهتما بهياكله. وتظهر هذه التعليمات جليا خوف عمار سعداني من تكرار السيناريو الذي عاشه الحزب في الرئاسيات السابقة خاصة في رئاسيات 2004 التي أعربت فيها العديد من المنظمات الطلابية عن مساندتها لرئيس الحكومة السابق، على بن فليس، الذي استغل فرصة تهميش هذه المنظمات من طرف الحزب العتيد وأعاد هيكلتها بطريقته. وعن المعلومات التي حازت عليها "الجزائر الجديدة" سابقا مفادها تشكيل لجنة داخل حزب جبهة التحرير لوطني تضم شباب الحزب المقصي من حضور الاجتماع الذي عقده عبد القادر زحالي بمقر الحزب والتي قررت مراسلة وزارة الداخلية من أجل حصولها على الاعتماد الرسمي، نفى مصدر عليم له صلة بالموضوع صحة هذه المعلومات نظرا لعدم إمكانية حصولهم على الاعتماد كونهم شباب مناضل مهيكل من طرف مسؤولي الحزب ولا يمكن خضوعه لأي قانون كقانون الجمعيات وفقا للنظام الداخلي والقانون الأساسي للحزب، ووفقا لما أكدناه سابقا استغل الشباب المحتج على عدم حضوره الاجتماع الذي عقده عبد القادر زحالي من طرف التقويميين. وفي المقابل ينتظر حدوث مفاجآت في رئاسيات 2014 ، خاصة داخل البيت العتيد حسبما كشفه أحد قيادي الحزب، كاشفا عن وجود أعضاء في اللجنة المركزية من يعارض العهدة الرابعة رغم عدم انتمائهم للتقويميين الرافضين لوجود عمار سعداني على رأس الحزب أو الرافضين لتشكيلة المكتب السياسي، وستزول بذلك أقنعة العديد من القياديين بمجرد إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح رغم أن الأمين العام للأفلان استمال منذ تعيينه على رأس هذا المنصب كل من ساند علي بن فليس في رئاسيات 2004، كما استقطب أيضا العديد ممن ساندوا الحركة التقويمية سابقا من بينهم أحمد بومهدي، بوعلاق، ومصطفى معزوزي وغيرهم. وبذلك انقسم الحزب إلى اجنحة تختلف مطالب كل واحدة فيها عن الأخرى بينما يبقى جناح أخر لم يسلط عليه سعداني الضوء منذ مجيئه للحزب ويمثل الجناح الذي جمدت عضوية أعضائها إلى غاية انعقاد المؤتمر بعد إحالتهم على لجنة الانضباط التي برأت القيادي شافعة بناءا على ملف الإحالة بينما جمدت عضوية كل من الهادي خالدي ومحمد الصغير قارة طبقا للمادة 25 من القانون الأساسي حسبما فسره مصدرنا. وأصبح بذلك تشتت القياديين يشكل خطرا على مستقبل الحزب خاصة بعد أن أكد الأمين العام للأفلان أن الحزب ركب قاطرة العهدة الرابعة، وسيجر هذا التشتت إلى ما لا يحمد عقباه باعتبار أن المشرفين على إدارة حملة علي بن فليس، رئيس الحكومة السابق يحاولون استمالة المهمشين، كما أن المعينين على رأس مديري حملته الانتخابية هم قياديون سابقون في الآفلان. وشرع عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني في استقبال المناضلين بمقر الحزب لدعوتهم إلى رصف الصفوف وتوحيدها تحضيرا للموعد الاستحقاقي القادم وسيشرع نهاية ديسمبر المقبل في عقد لقاءات جهوية، فالهدف الخفي من هذه اللقاءات حسبما أكده مصدر مقرب منه التي ستجمعه بالمناضلين هو عقد لقاءات مع المحافظين لإطلاعه على ما يجري بالبعض منها بعد ظهور الجناح الرافض لتشكيلة المكتب السياسي والمطالبين برحيله، وتجدر الإشارة إلى أن أغلبهم أعضاء من اللجنة المركزية، وكذا مدى تطبيق التعليمات التي وجهها مصطفى معزوزي نقلا عن سعداني والقاضية بإعادة استرجاع القسمات التي فقدها الحزب في فترة سابقة وفتح أبوابها أمام المناضلين.