تقويميو الأفلان يشنون حملة ضد عمار سعداني و يرفضون عودته لقيادة الحزب أعرب أمس ممثلو التقويميين بحزب جبهة التحرير الوطني عن 13 ولاية شرقية، في اجتماع بقسنطينة، عن رفضهم التام لتعيين أمين عام جديد للحزب متهم في قضايا فساد و ذلك خلال تأبينية لعبد الرزاق بوحارة، وُزعت فيها مناشير معادية لعمار سعداني الذي تم تداول اسمه بقوة لخلافة الأمين العام الأسبق عبد العزيز بلخادم. التقويميون استغلوا تأبينية العضو السابق في اللجنة المركزية و نائب رئيس مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة، من أجل الدعوة لتنظيم صفوفهم و الخروج بموقف موحد لانتخاب أمين عام جديد، طالبوا بأن تتوفر فيه شروط النزاهة، و الأقدمية في الحزب و أن يكون له ماض ثوري، خاصة أن الحزب العتيد بات اليوم حسبهم في وضعية لا يحسد عليها، بعد أن قام بلخادم، كما قالوا، بتفريغ الحزب من مناضليه الحقيقيين لإضعاف هياكله، رافضين أن يُعيّن أمين عام يمارس "نفس سلوكات بلخادم" و أن يقودهم الأقزام بدل العمالقة، و بالرغم من رفض توفيق عيساوي، الذي يعتبر نفسه محافظا موازيا للأفلان بقسنطينة، توجيه الاتهام المباشر لأي ممن تم تداول أسمائهم لرئاسة الحزب، أشرف المنظمون خلال التأبينية على توزيع منشورات تحت عنوان "من هو عمار سعداني"، تعرف على حد تعبيرهم بما يحمله تاريخ الرجل من نقاط سوداء. و خلال تأبينية حضرها عدد من المجاهدين و الإطارات الحزبية في 13 ولاية بالشرق و من بينهم عضوان في اللجنة المركزية، خرج المجتمعون ببيان ختامي تلاه يوسف بوعندل عضو المكتب الولائي و موقع من قبل "المحافظ" توفيق عيساوي، حيث اتهم فيه "زمرة" من أنصار الأمين العام السابق بمحاولة الاصطياد في المياه العكرة و انتهاج سياسية التفرقة تحت عنوان التداول و التشبيب و ضرب المناضلين، مضيفا بأن الهم الوحيد لمن نعتهم بأصحاب المال الوسخ و المتسلقين و أشباه المناضلين، هو الحصول على المناصب و الامتيازات، داعيا إياهم للعودة إلى حجمهم الحقيقي، حسب نص البيان الذين عبر من خلاله المجتمعون الذين صادقوا عليه بالإجماع، عن رفضهم لأن يكون الحزب الذي فجر ثورة التحرير ملجأ للانتهازيين و المتورطين في قضايا الفساد. و حذر البيان من خطورة الدعوات التشبيب و الاستغناء عن "الرعيل الأول" من الإطارات القيادية في الحزب، متهما بعض الزعامات المجهرية بمحاولة وضع الحزب في المتحف و تأجيج الصراع بين الأجيال. من جهة أخرى، أجمع أكثر من 100 إطار ومناضل أفلاني من ولايات الجهة الغربية للوطن والمنتمين للحركة التقويمية والذين التقوا أمس بفندق الموحدين بوهران،على ضرورة تزكية الأمين العام القادم للحزب ورفض المرور عبر الصندوق لانتخابه في إشارة منهم إلى إلزامية وجود إجماع على من يرأس الأفلان وبمواصفات لخصوها في حتمية أن يكون مجاهدا كشرط أولي بالإضافة لنظافة اليد من الفساد والتلاعب بأموال المناضلين .وفي ذات الصدد أجمع الحاضرون أيضا على رفض ترشح عمار سعداني لرئاسة الأفلان حيث كشف أحد إطارات الحزب من وهران بأن لسعداني سوابق بوهران على سبيل المثال حين كان مكلفا بالإشراف على إعادة هيكلة الحزب بالولاية سنة 2005 قام حسب المتحدث في قاعة الجلسات "بالتبزنيس " في تنصيب القسمات مشيرا بأنه نصب 40 قسمة في يومين و دون اللجوء للمناضلين . وقال الهادي خالدي الوجه البارز في التقويمية، أنه بعد تزكية الأمين العام الجديد سيعقد لقاء وطني يتم خلاله الصلح بين جميع أبناء الأفلان وإعادة إدماجهم في حزبهم الأصلي ،رغم أن القانون الأساسي والنظام الداخلي الحاليين يمنعنان كل مناضل تخلى عن الحزب والتحق بحزب آخر من العودة مرة أخرى ، ويبدو حسب الخالدي أن الأمور ستتغير بعد استقرار الحزب وتنظيم هياكله.