لم يحسم موقف قيادة الأفالان بشأن الرئاسيات المقبلة، في أمر الأزمة التي يمر بها الحزب العتيد، بل ازداد الصراع تفاقما بالنظر إلى انشقاق الحزب إلى ثلاثة تكتلات متخاصمة، منها المؤيدون لترشح الرئيس وعدم الاعتراف بشرعية عمار سعداني وهي مجموعة ال110 عضو باللجنة المركزية، والمساندون لخيارات عمار سعداني في كل شيء، وأخيرا الرافضون لانعقاد دورة اللجنة المركزية بالأوراسي، وكل ما تولد عنها والتي يقودها عبادة وبلعياط. لم يغير قرار مجلس الدولة الصادر لصالح سعداني، كثيرا في حجم الصراع الدائر داخل الأفالان منذ تنحية عبد العزيز بلخادم في جانفي الفارط، بحيث استمرت الخلافات ليس فقط بين الجناح المؤيد لسعداني وخصومه في الحركة التقويمية بقيادة عبادة والمنسق السابق عبد الرحمان بلعياط، بل بخروج تكتل ثالث يتحدث عن حصوله على 110 توقيع من أعضاء اللجنة المركزية، معلنا عدم شرعية الأمين العام ورفضه طريقة تعيينه مع تأكيده على ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة. وغذت العهدة الرابعة وتعيين سعداني وتصريحاته ضد المؤسسة الأمنية، وأيضا تركيبة المكتب السياسي الجديد، النار داخل الحزب العتيد وجعلت حجم الغضب يتوسع، بحيث التحق بمقاطعي دورة الأوراسي جزء من المشاركين فيها، من خلال إصدر بيان طعنوا من خلاله في شرعية انتخاب عمار سعداني أمينا عاما للحزب، بسبب ما شاب العملية من خرق ل”أحكام قانون الأحزاب السياسية”، وعدم تثبيت حضور أعضاء اللجنة في اجتماعي 29 أوت و16 نوفمبر 2013 عن طريق محضر قضائي. كما أعلنوا رفضهم ل”كل الانحرافات والتجاوزات المرتكبة في حق مؤسسات الدولة والتهجم على البعض منها، والانفراد بالقرارات في قضايا مصيرية دون اللجوء إلى الهيئات النظامية”، في إشارة إلى تصريحات سعداني حول جهاز الاستعلامات والوزير الأول. ميلاد كتلة ثانية مناوئة لعمار سعداني، بعد تلك التي خرجت علانية ضده والتي يقودها كل من الناطق باسم الحركة التقويمية عبد الكريم عبادة والمنسق السابق للمكتب السياسي عبد الرحمان بلعياط، يعني أن الجهة التي رفعت سعداني ووضعته على رأس الأفالان، لم تعد قادرة على السيطرة والتحكم في حالة ”اللاانضباط” داخل الحزب وبدأت تفقد قوتها وتأثيرها على مجرى الأحداث. وينتظر أن تتبعثر الأمور أكثر مع اقتراب العد التنازلي لموعد الرئاسيات المقبلة، خصوصا في ظل ازدحام الساحة الوطنية بتصريحات تستبعد إمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة بسبب وضعيته الصحية، وهو ما يجعل مسانديه في وضعية هشة، في مقابل ذلك ازدياد المؤشرات على دخول بن فليس المنافسة، وهو ما قد يعيد الصراع داخل الأفالان بين المناضلين إلى سابق عهده في 2004 ويزيد من حجم التصدعات، ما يجعل الحزب العتيد يدخل معتركا انتخابيا ”هاما” بأصوات متعددة وأجنحة متعاركة.