قرّرت السلطات الولائية لولاية تلمسان بداية تهديم سد السواني، الذي ظل قابعا أكثر من 30 سنة ينتظر حقه من المياه الفائضة من سد بني بهد من أجل سقي سهل مغنية والنهوض بالقطاع الفلاحي والصناعي بمنطقة مغنية. عملية تهديم السد الذي استهلك أكثر من 100 مليار سنتيم لأقامته على مدى 10 سنوات بداية من سنة 1979 ، جاء بناءا على تعليمة للوزير الأول عبد المالك سلال على خلفية زيارته الأخيرة، حيث ستوجه مساحة السد للتوسع العمراني لمدينة السواني التي تعرف مكلا للعقار. هذا المشروع الذي انطلقت أشغاله نهاية سنة 1979 حمل معه مشروع طموح جدا للنهوض بالقطاع الفلاحي والصناعي لسهل بني واسين ومغنية، المشروع الذي انقسم إلى شطرين الشطر الأول ويخص إقامة 3حواجز مائية بقرية السواني لأقامة سد بسعة 15ألف متر مكعب لا ستعاب المياه القادمة من سد بني بهدل، حيث يخص المشروع ربط سد بني بهدل بسد السواني على مسافة 100 كلم بقنوات إسمنتية، حيث رصد لهذا المشروع أكثر من 78 مليار سنتيم، تم تجسيد الشطر الأول وإقامة السد وتم إقامة مصنع لصناعة الأنابيب قرب وادي المويلح قرب قرية الزريقة بغلاف يتجاوز ال18 مليار سنتيم من أجل تزويد المشروع بالأنابيب الإسمنتية لتجسيد ربط س بني بهدل بسد السواني من خلال استغلال فائض المياه الذي يتدحرج عبر القنوات إلى سد السواني، الذي كان كذلك سيدعم بمياه 50 نقب عميق بمنطقة الزريقة. وهو ما لم يكن، حيث كان الهدف من المشروع سقي 600 هكتار من الذرى التي كان مبرمجا لأقامتها بسهول بني واسين لتدعيم مصنعي الزيت ومصنع الذرى بمغنية بالمواد الأولية لكن المشروع أجهض نهاية سنة 1989 ولم يوصل السد أية جرعة ماء ولم تغرس أية شجرة ذرى، ما أكد أن المشروع فاشل من بدايته، وقد أدى فشل مشروع سد السواني إلى توقيف مصنع الزيت بمغنية وخوصصته، كما بيع مصنع الذرى بالدينار الرمزي في حين بقي هيكل سد السواني بدون روح وصار نقمة على مدينة السواني بحكم أنه أصبح يعيق توسع المدينة. وعلى هذا الأساس طالبت اللجنة الولائية للتجهيز والتهيئة العمرانية للمجلس الشعبي الولائي في إحدى دوراته في شهر جويلية من صائفة 2012 بوضع إستراتيجية عقلانية لاستغلال سد السواني، الذي أعاق التوسع العمراني للبلدية وتحسين العقار الفلاحي بتوفير الموارد المائية، بالإضافة إلى إعطاء التسجيلات المتعلقة بشغل الأراضي وتهيئة العمليات الخاصة بالقطاع وضع نوع من التوازن التنموي والتكفل بالتوجيهات الجديدة لكل الإنجازات سيما وبلدية السواني تتربع على مساحة 55 كيلومتر مربع. ويبلغ عدد سكانها حوالي 9499 نسمة، وتحتاج لرسم آفاقها المستقبلية في التعمير ومسايرة ركب التطور التنموي بالشمال الغربي لولاية تلمسان، كما وجه سكان المنطقة رسائل إلى الوزير الأول والرئيس بوتفليقة يطالبونه بالتدخل من أجل إيجاد حل لهذا الهيكل الذي تحول إلى وصمة عار في تاريخ مدينة السواني الحدودية، وهو ما جعل الوزير الأول يأمر بتهديم السد خاصة بعدما فشل مشروع زراعة الذرى وتحويل عملية سقي مشروع سهل بني واسين إلى سد حمام بوغرارة الذي يخزن أكثر من 177 مليون متر مكعب من المياه والتي حولت للفلاحة عقب تحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه اعتمادا على محطات تصفية المياه.