يحاول المخرج كريستيان بيتزولد من خلال فيلم "باربرا"، إظهار الحياة الحقيقية في برلين الشرقية بعد انتهاء الحرب العالمية في ظل الحكم الشيوعي، حيث عاش جمهور قاعة محمد زينات أحداثه في اليوم السادس من أيام الفيلم الأوروبي. ويعود سيناريو الفيلم المطول "باربرا" الذي يصور معاناة الأطباء، إلى سنة 1980 قبل حوالي عشر سنوات من انهيار جدار برلين، ليركز على شخصية "باربرا" الذي قامت بدورها الممثلة "نينا هوس"، وهي جرّاحة أطفال ألمانية بمستشفى برلين الشرقية الراقي غير أنها تجد نفسها في مستشفى إحدى المحافظات بالبلطيق بعد طلب رسمي منها بالهجرة، حيث اتهمت بمحاولة التخريب فكان الانتقال تأديبيا لها، ففقدت بذلك كل امتياز لها بالعمل في مستشفى مرموق. وعند وصولها إلى البلطيق، يدخل الطبيب "أندريا" الذي يجسده الممثل "رونال زهرفالد" من الشرطة السرية إلى حياتها، فيحاول التقرب منها غير أنها عندما تعلم أنه كاتب تقارير تتهرب منه في كل فرصة تلاقيهما، وتبقى تخطط من أجل البلاد إلى ألمانيا الغربية للعيش مع رجل هي على علاقة به. تمرّ "باربرا" بفترات عصيبة، حيث يخنقها الأمن ويطبق على أنفاسها فتفتَش شقتها في كل مرة عندما يفتقدون أثرها. وعلى مدار ساعة وخمسة وأربعين دقيقة، صوّرت أحداث الفيلم الألماني في جو هادئ، لكنها لا توحي بالهدوء الإيجابي، فيمكن للمشاهد أن يشعر بالقهر والرغبة في الحرية للمواطنين مهما كان نوع عملهم، وقد ساعد أداء الممثلين الذي كان يبدو عليهم الاضطراب والقلق بسبب تلك الأجواء، مثل تعابير وجه باربرا عندما قاموا بتفتيش منزلها، فالناظر إليها يشعر بالألم الذي تعانيه رغم الهدوء العام المسيطر على مسار الفيلم. لم يركّز مخرج الفيلم خلال التصوير على اللقطات القريبة من الممثلين، حيث كان يهدف إلى التصوير الخارجي للمكان حتى يتمكن المشاهد من الاندماج مع الحالة العامة للفيلم، ورغم طابع الفيلم الهادئ والخالي من الأكشن والحالات الصاخبة فإن كل مشهد كان مناسبا لتسلسل الأحداث. يذكر أن الفيلم الألماني "باربرا" الذي خصص لليوم السادس من عمر أيام الفيلم الأوروبي تقدمت به ألمانيا للترشح لجائزة الأوسكار لكنه لم يصل إلى القائمة النهائية، لكنه حصل مخرجه كريستيان بيتزولد على جائزة الدب الفضي لأحسن إخراج بمهرجان برلين لسنة 2012، وكذا جائزة لجنة التحكيم من نفس المهرجان.زينب بن سعيد