لم تشهد الجزائر منذ الاستقلال رئاسيات من هذا القبيل خاصة بعد تعثر رؤوس الحربة في حملة بوتفليقة في أولى خرجاتهم التي كان من المفروض عليهم إيجاد حلول تفي بالغرض المطلوب في وقت يطالب فيه مناوئي الرابعة بظهور بوتفليقة وإثبات جدارته في التحكم في زمام الأمور. يبدو أن رئاسيات 2014 أقلبت ما كان متعارف عليه في المواعيد الرئاسية الفارطة التي كان يعمد فيها الرئيس على النزول إلى الشارع وعرض مشاريعه التي سيدخل بها معترك السباق إلا أن هذا الأخير وبحكم وضعه الصحي الحالي قرر البقاء بعيدا عن السباق لأسباب ربما مثلما عبر عنها عبد العزيز بلخادم، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني لدى نزوله ضيفا على إحدى القنوات، قائلا إن الرئيس لا يرغب في أن يظهر عجزه لشعبه، ليتسلم محيطه شؤون تدبير هذه اللعبة مثلما يفضل أن يسميها البعض. و وضع محيط الرئيس الرابعة على فوهة بركان بعد تصريحات بن يونس الاستفزازية ونكت سلال التي أعلنت على إثرها الانتفاضات في منطقة الشاوية رغم الاعتذار الذي تقدم به هذا الأخير أمام الملأ. وأثار مضمون الخطاب الذي دشن به المطبلون عرس الرابعة جدلا كبيرا في الساحة السياسية فعوض الغوص في الأعماق ، هاهم اليوم أعوان الرابعة يشنون هجومات معاكسة على خصمهم في الساحة الذي قرر شن معركة شرسة بعد أن أخرج المناهضين لها للشارع من أجل وضع حد للمشهد القائم، قائلين " بركات "، مستغلين هفوات سلال التي وصفوها بالصعلكة السياسية كورقة رابحة في أيديهم. وبعد هذه الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها رأس الحربة في حملة بوتفليقة، يبدو أن الرئيس قد أصاب عندما استنجد بلخادم وأويحي ضمن الهيئة العليا لإدارة حملته الانتخابية بالنظر إلى الحنكة والذكاء السياسي الذي يتمتعان به، فهل سيتمكنان من دأب الصدع واسترجاع الوعاء الانتخابي الذي فقده بوتفليقة بمسقط رأس علي بن فليس، المرشح الحر لاستحقاق 17 أفريل بسبب زلة لسان سلال؟.