الغيرة شعور يتحرّك بأفكار و أحاسيس وتصرفات تحدث عندما نعتقد أن علاقتنا القوية بشخص مهددة من قبل طرف آخر منافس، هذا الأخير قد يكون مدركا أو غير مدرك بكونه مصدرا مزعجا لأحد الطرفين أو كلاهما ، فالغيرة ليست دائما دليلا على الحب .الجزائر الجديدة تتطرق لهذا الموضوع ، لمعرفة الأسباب التي تجعل الرجل يغير على زوجته أو حبيبته أو شريكة حياته ؟ و ما هي طرق معالجة الغيرة ؟ بوعلام الله بعض الأشخاص قالوا أن الغيرة هي العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية ويقصد بذلك الغيرة المرضية التي تكون مدمرة للشخص وتكون سبباً في إحباطه وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية، وهي أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب، ومنهم من قال أن الغيرة شيء ايجابي في نفوس الأشخاص وهي تدل على الحب، ولذلك يجب على الطرفين تجنب كل ما يزعجهم ومحاولة معرفة التصرفات التي تشعل تلك الغيرة لكلا الطرفين، ويجب التغلب على الغيرة بالتحلي بالصبر والنظر بحيادية تامة إلى النفس، فإما إذا كانت بسبب علاقة حب فاشلة أو علاقة صداقة انتهت بالخيانة فالأمر يحتاج إلى وقت والمشكلة تنتهي بالتغلب على هذه الإخفاقات السيدة خديجة تؤكد أن أكبر الإشكاليات التي قد تظهر عند بعض الأزواج هو غيرة الرجل من نجاحات زوجته المتواصلة، حيث تشعر الرجل بنوع من النقص الذي يدفعه إلى التعويض عنه بأساليب غير تربوية، ولهذا فهي تتجنب كل ما يزعجه في حديثها معه، وتحرص على أن يكون زوجها على علم بكل خطوة تخطيها، مهما كان نوعها فهذه الأخيرة ستجعله يتأكد من أنني صادقة معه وواثقة من نفسي ومنه خاصة، لأن زوج السيدة خديجة من النوع الذي يغار بشدة على زوجته ويحب أن يكون على علم بكل شيء يخص زوجته. من جهة أخرى يؤكد السيد حسين أنه فعلا عندما يغار الرجل يكره نفسه، وهذا دليل على أن الغيرة هي شيء يوجد بداخلنا، ومن المحفزات التي تثير غيرة الرجل والمرأة فهي متساوية، فكليهما يشعر بالغيرة عندما ينتابهم شعور بالخوف من فقد شيء آو شخص يعني الكثير بالنسبة لهم، مضيفا أن غيرة المرأة تكون من المنافس لها أكثر من غيرتها على شريكها نفسه. ومن نظرة الآنسة هند أن أسباب غيرة الرجل على المرأة قد يكون السبب هو غرور الزوجة نفسها وتعاليها لنجاحاتها، وإشعارها لزوجها بالدونية وخاصة عندما تسمع المدح والثناء خارج المنزل ولا ترى هذا الاهتمام بالنجاح من قبل زوجها، فتجدها في كل الوقت تسمع زوجها الكثير من الكلام ما يجعله يثور عليها وفي بعض الأحيان تجعل هذه الغيرة علاقتهم في طريق مسدود مليء بالمشاكل، لذلك فهي ترى أن هذه الغيرة هي غيرة الحقد، تصحب الكثير من مظاهر كالمضايقة والتخريب واللامبالاة. السيد محمد يرى أن السبب الرئيسي وراء الخلافات هي الغيرة، سواء كانت خلافات بين زوجين أو حبيبين أو خلافات أسرية، فالغيرة بالنسبة له تقوي المشاعر وتجدد الحب، لكن في حدود المعقول لأنه حسب قوله إذا كثرة الغيرة عن حدها تصبح غيرة مرضية ويصعب العيش في جوها، وان الحساسية الزائدة تبعث على غيرة الشخص، حيث يشعر بوجود ما يهدد العلاقة، والشعور بعدم الأمان في حياته العاطفية ، في حين أن هذا التهديد غير موجود ويشعر به فقط لحساسيته الزائدة، وأن المحفزات التي تثير غيرة الرجل والمرأة فهي متساوية، فكليهما يشعر بالغيرة عندما ينتابهم شعور بالخوف من فقد شيء أو شخص يعني الكثير بالنسبة لهم، وأن الغيرة الطبيعية تذكر كلا الطرفين بقيمة كل واحد منهما وماذا يعنيه بالنسبة للأخر، وذلك من أجل بذل مجهود واع للشعور بالطرف الآخر بأن له قيمة في حياة شريكه، فالغيرة تقوي المشاعر وتجدد الثقة في نفوس الطرفين من جهة ، وتدمر الحب وتخرج عن الإطار المحدد لها من جهة أخرى. السيد رشيد يعتقد أن الغيرة لدى أي إنسان رجل كان أو امرأة هي من الفطرة والرجل في المجتمعات الشرقية أكثر غيرة على أهله، و أن أغلب النسوة خاصة الزوجات يبحثن دوما عن غيرة أزواجهن عليهن، وبالنسبة للسيد رشيد الغيرة هي دليل على الحب وإذا ما غابت الغيرة على الرجال هدد ذلك الأسس الأخلاقية للمجتمع، أما الآنسة جهيدة فترى أنه من أفضل الطرق لهزيمة الغيرة هو سؤال الطرف الآخر والطمأنة وتهدئة النفس، وأن يكون الحوار في صورة مشاركة لتبادل وجهات النظر لحل الخلافات.