كشفت الدكتورة عبادة بندي، المختصة في أمراض الأعصاب بمستشفى لمين دباغين بباب الوادي، على هامش الملتقى الدولى حول مرض الأعصاب المنظم بتلمسان، عن الارتفاع الكبير لمرض "خرف الشيخوخة "المعروف بمرض "الزهايمر" الذي يعد مرضا حديثا في الجزائر التي لم تكن تعرف هذا المرض سبقا . أشارت الإحصائيات التي قدمتها المختصة، إلى تسجيل 90 حالة سنويا مصرح بها، في حين يتم معالجة 25 مريض يوميا بالمراكز المختصة، ما يقابل 1100 معالجة سنويا، وهو رقم مخيف وسط الشيوخ الذين تجاوزوا ال64 سنة، مؤكدة أن هناك العشرات من الشيوخ الذين أصبحت تظهر عليهم أعراض الزهايمر المبكرة، ما يشير إلى أن الاحصايات في ارتفاع كبير لهذا المرض الذي كان غريبا عن المجتمع الجزائري. هذا وقد أشارت الدكتورة المحاضرة، أن الباحثين لم يصلوا بعد إلى الأسباب الكامنة وراء سبب مرض "الزهايمر" ،وتبقى هناك مجرد فرضيات، حيث أرجعوها إلى كل من الوراثة والبيئة التي قد تتدخل في بعض الحالات، إذ أشارت بعض الأبحاث الحديثة إلى أن الجذور الحرة ( الجزيئات التي تضر الخلايا و الحمض النووي ) قد تلعب دورا في المرض، ونوعية الغذاء والضغط النفسي الذي يعيشه المريض في فترة معينة من حياته، وهو ما يجعله عرضة للزهايمر، حيث أن أغلب المصابين لا يتبعون نمطا هرميا في غذائهم، ما يجعل أدمغة الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر لديهم تراكم في نوعين من البروتينات ،حيث يتم تشكل لكتل من الخلايا غير طبيعية و تسمى باللويحات ، وهي مصنوعة من بروتين "بيتا أميلويد" والتي تتكون بين الخلايا العصبية ، وهو الأمر الذي يمنعهم من التواصل مع بعضهم البعض . كما يمكن تشكل تشابكات داخل الخلايا العصبية، وهي مصنوعة من بروتين "تاو" الملتوي التي يحتاجها الدماغ ليقوم بوظيفتة، ولكن في مرضى الزهايمر، يكون التواء في هذا البروتين ما يتسبب في تلف خلايا الدماغ. وهو ما يستوجب دراسة غذائية للشيوخ والعجزة لتفادي الإصابة بمرض الزهايمر.