استغل الصهيوني بيرنار ليفي، الجدل الذي خلفته كتابات الروائي كمال داود، كي يجد منفذا جديدا نحو الجزائر بعدما فشلت محاولات سابقة له، عندما عمل كل ما بوسعه من أجل جر الجزائر إلى "الربيع العربي" على شاكلة "ربيع ليبيا". فبعد أن أعلن الصهيوني ليفي دعمه لما قال إنه "حرية التعبير" المهددة بالجزائر، ها هو مجددا يقود عريضة توقيعات لدعم كمال داود، في موقف قد يضلل من يجهل أهداف ونوايا بيرنار ليفي، الذي يدوس على جماجم الفلسطينيين في قطاع غزة وفي عموم فلسطين ويتظاهر بدعم حرية التعبير في الجزائر. وتكشف قائمة التوقيعات التي نشرها موقع يومية "لوبوان" الفرنسية، أن من يدافع عن كمال داود اليوم، هم الصهاينة، فعلاوة على بيرنار ليفي، نجد الفيلسوف الصهيوني رفائيل إينتوفن، وهو نجل أحد الفرنسيين المتصهينين الذي ولد بمعسكر في العام 1949، وهو معروف في الإعلام الإسرائيلي بأنه عمود الثقافة الفرنسية الإسرائيلية. كما توجد بين الموقعين الداعمين لكمال داود، جامعية فرنسية تحمل الجنسية الإسرائيلية، إيستر بن باسة، المختصة في شؤون الصهيونية، وهي من الداعمين للنساء العاريات اللواتي تظاهرن في عدد من المدن الأوربية عاريات الصدر، فضلا عن روبير بادينتر، وهو وزير عدل فرنسي سابق، المعروف بعلاقاتها الوطيدة باليهود ومن نخبتهم الضيقة، وهؤلاء يعتبرون ما تعيشه الجزائر بأنها "ظلامية". ومعلوم أن رواية كمال داود لم يكن أحد يسمع بها عندما صدرت في العام المنصرم، غير أن هذا الصحافي عندما بدأ يكتب في بعض الصحف المفرنسة في الجزائر ويشتم الثوابت الوطنية من غربية وإسلام، سارع الإعلام الفرنسي الذي يسيطر عليه الصهاينة لإحتضانه. وكعادة الفرنسيين الصهاينة, فإنهم يفتحون الأبواب لكل من يشتم ثوابته وتقاليده وأعراف مجتمعه، وفي هذا الصدد فقد قاموا بترشيح روايته لجائزة غونكور، إكراما له على تطاوله على ثوابت أمته، حتى يمعن في جلد ذاته، وهو ما حصل، فقد صعد الرجل من عدائه للعرب والمسلمين، وبات ينكر على مرآى من الجميع انتماءه لبني جلدته، وهو يدرك تداعيات مواقف من هذا القبيل، وأنها تتعدى حرية التعبير التي يتغنى بها الغرب وفي مقدمته فرنسا التي منعت كل من انتقد الصهيونية، ولعل في مثال "المونولوغيست" ديودوني، خير دليل.