تعتبر بلدية الحمدانية من أقرب البلديات عن عاصمة الولاية، تتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يؤهلها لأن تصبح قطبا سياحيا نظرا لوقوعها بجزء من الطريق الوطني رقم 01 ، على الحدود مع ولاية البليدة، حيث اخضرار الغابة و كثرة الينابيع تجلب هواة الطبيعة و السياحة الجلبية، كما تجذبك رائحة الشواء من المحلات المتراصة على طول شارعها الرئيسي . لكن رغم هذه المكانة التي حابها الله لها إلا أن البلدية تبقى محرومة من حقها في المشاريع التنموية، ما جعلها تتأخر عن ركب البلديات المجاورة حتى الفتية منها بعشرات السنين. في هذا الصدد كشفت مصادر عليمة لل(الجزائر الجديدة) أن الحمدانية لم تستفد منذ الاستقلال في مجال السكن بأكثر من 14 سكن اجتماعي، لتحتل بذلك ذيل ترتيب بلديات الولاية في هذا المجال، ويتحدث سكان البلدية عن بلديتهم المهجورة والمنسية والبعيدة عن اهتمامات مسؤولي ولاية المدية، الذين لا يعرفون بلديتهم إلا من خلال محلات الشواء التي يقصدها كل المسؤولين المحليين و على مختلف مستوياتهم، كونها لا تبعد عن عاصمة الولاية إلا ببضع كيلومترات، فرغم استفادة البلدية من مشروع 100 سكن اجتماعي ضمن برامج 2008 و 2009، إلا أن هذه المشاريع بقيت حبرا على ورق، فلم تنطلق منها سوى 30 سكن فقط لا تتجاوز نسبة الأشغال في مشروع 12 سكن منها حدود ال 10 % ، فيما بلغت نسبة تقدم الأشغال في مشروع آخر ل 18 سكن حدود 50% فقط، وقد توقفت الأشغال بهما منذ سنة 2010 دون سبب، و بقيت الأوضاع على حالها رغم مراسلة المسؤولين المحليين الجهات المشرفة على هذه المشاريع و لكن دون جدوى، أما ال 70 سكن المتبقية فلم تنطلق الأشغال بها لحد الساعة، رغم حرص رئيس البلدية الذي قام بإعداد دراسة للأرضية على عاتق ميزانية البلدية، وخصص أيضا مبلغ 300 مليون سنتيم من ميزانية البلدية لتهيئة الأرضية التي اختيرت لبناء هذه السكنات، و لكن الأمور بقيت على حالها فيما حاولت بعض الأطراف تحويل هذه المشاريع إلى بلديات أخرى لولا تدخل والي الولاية الذي حال دون ذلك، ويذكر سكان البلدية، أن كثيرا من العائلات المقيمة بها، ما زالت لا تعرف معنى للاستقلال، على اعتبار أنهم يقيمون في سكنات مهترئة آيلة للسقوط تركها المعمرون أو في بيوت قصديرية على أمل أن يتم ترحيلهم لاحقا إلى سكنات لائقة، ويقولون مرت أشهر وسنوات، وذهبت معها وعود المسؤولين بالولاية، بالترحيل أدراج الرياح، وبقيت العائلات بمساكنها تعاني الأمرين. في ذات السياق اشتكى السكان من تذبذب خدمات الاتصال من شبكات الهواتف النقالة والتوصيل بالانترنيت رغم أن المنطقة تعتبر سياحية بالدرجة الأولى والذي يعرف توافدا كبيرا للسياح الأجانب والجزائريين،ناهيك عن نزلاء نزل التايهي، و مطاعم الشواء، و المؤسسات المتواجدة فيها ،على غرار العديد من قاطني التجمعات المجاورة، حيث أبدى المتضررون من الوضعية قلقهم المتزايد من تكرارها عديد المرات، مطالبين بتحسين الخدمات المقدمة إليهم، والتي باتت لا تروق أصحابها مؤخرا في ظل الانقطاعات الكثيرة للتدفق.