تفتقر جل قرى بلدية سيدي نعمان لمقومات الحياة الكريمة، نظرا لغياب الهياكل القاعدية وانعدام المرافق الرئيسية من طرق معبدة وقنوات المياه الصالحة منها والصرف الصحي، بالإضافة إلى قلة الدعم في البناء الريفي والدعم الفلاحي، بل تتعداها إلى التلاميذ الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى المتوسطات والثانويات والتي تبعد بأزيد من 10 كلم، بالنظر إلى النقص الفادح في وسائل النقل المدرسي، وكذا حالة الطرق المهترئة التي تزداد تفاقما خاصة خلال تساقط الأمطار وفي فصل الشتاء على وجه الخصوص . وفي ذات السياق تبقى معاناة نساء سيدي نعمان خاصة الحوامل منهن، متواصلة إلى إشعار آخر نظرا لعدم وجود قاعة توليد بالبلدية، والتي باستطاعتها أن تقدم أدنى الخدمات المتعلقة بفحص الحوامل وتقديم الرعاية لهن، من قياس للضغط أو أخذ الحقن، بل يضطررن إلى التنقل إلى عبر قاعات العلاج والمستوصفات المتواجدة على مستوى دائرة بني سليمان وحتى عاصمة الولاية،خاصة إذا أضفنا لهذا المشكل أن عادات وتقاليد المنطقة المحافظة تمنع عن المرأة الركوب مع غرباء من نفس المنطقة في سيارة واحدة، حيث يضطر الزوج أوالقريب إلى كراء وسيلة نقل يفوق كراؤها في بعض الأحيان 1000 دج . وفي هذا الشأن ناشد سكان البلدية المعنيين على المستوى الولائي ممثلين في مديرية الصحة والولاية ضرورة تحويل حلم نساء بلدية بعطة إلى حقيقة حيث يمكنهن أن يلدن أبناءهم في بلديتهم. طريق وطني يفتح الأمل بعد تعبيد وفتح الطريق الوطني رقم (64) الرابط بين بلدية العمارية بالمدية وبلدية بوقرة بالبليدة،مرورا ببلدية بسيدي نعمان، يستبشر السكان خيرا بفك العزلة عن المنطقة، باعتباره سيفتح آفاقا واسعا لحركة التنمية بالبلدية، نظرا لموقع الطريق الاستراتيجي، والذي لم تنته به الأشغال خاصة بالنسبة للشطر التابع لولاية البليدة . ويبقى أمل السكان أن يكون هذا الطريق بداية لمشاريع أخرى تفك العزلة عن هذه البلدية التي عانت الأمرين خلال سنوات المأساة الوطنية، حيث نزح ثلثي السكان إلى بلديات ومدن مجاورة، فرارا من الوضعية الأمنية من جهة وانعدام مقومات الكريمة من جهة أخرى . ومع استتباب الأمن، وعودة روح التنمية في المنطقة، تبقى الكرة في يد المسؤولين والمعنيين كل حسب اختصاصه، في عودة النازحين إلى قراهم ومداشرهم، بعدما عانوا مرارة التشريد ونظرة الازدراء، خاصة إذا علمنا حالاتهم المعيشية التي وقفنا على بعضها من خلال حديثنا مع بعض العائدين الذين أكدوا لنا بأن ما توفره أراضيهم من خيرات يجعلهم في غنا عن التوسل وطلب المساعدة، ومطالبين في نفس السياق ضرورة تسهيل طرق الدعم الخاصة بالبناء الريفي.