سيتم استلام جزء هام من مشروع المسجد الكبير عبد الحميد بن باديس بوهران منتصف شهر افريل من السنة الحالية، حسب ما أعلنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى لدى معاينته للمشروع أول أمس بوهران. قال الوزير، لدى وقوفه عند سير آخر الرتوشات على انجاز لوحظ عليه بعض التأخر، إن هذا التاريخ سيتزامن مع افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. ويرشح هذا المسجد لأن يكون منارة للعلم ومركز إشعاع ديني وثقافي بعدما استغرق انجازه ثلاثين سنة، واستنزف في نفس الوقت أكثر من 570 مليار سنتيم, فبعدما انتهت به التهيئة الداخلية والتزينية والأعمال التكميلية، سيتم إدراجه في أجندة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية ها العام الحالي، وهو ما ارتاح له الوزير، مع إزالة كل الأسباب التقنية التي كانت تحول دون مواصلة الانجاز والمتعلقة بتقوية بناية قاعدة قاعة الصلاة، التي جرت بعد إتمام إنجاز الهيكل، وتمتين قاعدة البناية، بالعودة إلى المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل لحماية المسجد من الانهيار لضمان أمن وسلامة المصلين وزوار المبنى الكبير, بعد التأكد أن هيكل مسجد عبد الحميد ابن باديس مهدد بالانهيار خلال السنوات القليلة القادمة، خصوصا وأنه يقع فوق منطقة عرضة للنشاط الزلزالي والانزلاقات الأرضية. وعرف مشروع انجاز مسجد عبد الحميد ابن باديس العديد من التحولات أبرزها الجمعية الدينية التي حملت في البداية على عاتقها مهمة الإشراف على مسجد ابن باديس منذ سنة 1974 حتى 2007، والتي كلفت وقتها 70 مليار سنتيم، ليصبح بعدها تحت وصاية مديرية التعمير والبناء، التي اختارت مكتب دراسات، ثم سحبت منه رخصة الإنجاز، متهمة إياه بعدم الاختصاص والكفاءة، ثم حول إلى العدالة للفصل في قضية الأطراف المتنازعة حول أحقيتها بإنجازه واستكمال الأشغال. وعقب هذه النزاعات أوكلت المهمة مجددا لمكتب دراسات آخر.