سجّلت السلطات الوصية المركزية والمحلية، مشروع مسجد عبد الحميد بن باديس بوهران، ضمن المشاريع العالقة بامتياز والمتأخرة بعد 30 سنة من انطلاقه، ليضاف إلى مشاريع أخرى بقيت مجرد هياكل كقصر المؤتمرات وخط السكة الحديدية وهران- أرزيو، ولم تكشف حقائق تأخره كونها فضيحة من العيار الثقيل، نظرا إلى طريقة إسناد المشاريع وكذلك الإهمال من ناحية الدراسات، رغم أنه سجّل المشروع بنفس التاريخ مع مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة، الذي يصلى فيه وتعقد الملتقيات الدولية من أكثر من 25 سنة. أما جامع وهران الذي اختير له مفترق الطرق حي جمال الدين، قد أعاق إنجازه في البداية شح الميزانية المخصصة إليه، لتطلق الوزارة حملة تبرع واسعة لم يسبق لها مثيل، جمعت من خلاله 14 مليار سنتيم من مساجد الوطن، وبعدها مباشرة وجدت اللجنة المكلفة بالمشروع أمام مشكل آخر، وهو فضيحة الغش في بناء الأعمدة من طرف مؤسسة بناء جزائرية مفلسة، ليتم تهديمها وإطلاق مناقصة جديدة لبناء الهيكل بدعم من خزينة الدولة، والتي فازت به الشركة الصينية بدون أن يتم مراجعة الدراسات القديمة التي أنشئت قبل 30 سنة، والتي قدمت للشركة الصينية التي بنت الهيكل، كما قدم لها في الدراسة التقنية وراحت مديرية الشؤون الدينية إلى أبعد من ذلك، لما دعت إلى ملتقى وطني حضره وزير الشؤون الدينية والأوقاف، وزير السكن والعمران، وزير التكوين والتعليم المهنيين وكذلك الأمين العام لوزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لدراسة كيفية إلباس المسجد وزخرفته بالإشتراك مع مختلف الفاعلين وتوظيف عمال متخصصين. هذا اللقاء الذي حضره الأئمة ومعلمو القرآن غير المختصين في البناء والزخرفة السنة الفارطة، بجامعة ''ايسطو'' انتهى كما بدأ، ليستفيق الكل على أن ما بني خطر على المصلين والبناية لا تتحمل الهزات الأرضية، ليكون التفطن لتقوية بناية قاعدة قاعة الصلاة بعد إتمام إنجاز الهيكل، وتقرر تحويل الإنجاز إلى مديرية التعمير والبناء، بعد حل الجمعية الدينية التي تابعت المشروع، نظرا إلى غياب مختصين في ميدان البناء. وحسبما أكدته مديرية التعمير، فإنها تنتظر رد المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل، وهو الأمر الذي يأخذ وقتا طويلا حتى يتم التوصل إلى تقنية حديثة، تضمن تمتين البناية وتقوية هياكلها لضمان سلامة ضيوف الجامع ومرافقه، وقد علق مشروع التزيين والبلاط والتلبيس إلى أجل غير مسمى. أما نائب مدير الشؤون الدينية، فرفض الخوض في موضوع مسجد عبد الحميد بن باديس، مرجعا السبب إلى تحويل إدارة المشروع لمديرية التعمير، وبذلك لم تحدد بعد السنة التي ستقام فيها أول صلاة بجامع وهران، في ظل الحديث عن المسجد الأعظم بالعاصمة، الذي تراوح دراسة إنجازه مكانها.