دخل القائمون على مشروع مسجد عبد الحميد ابن باديس بوهران في سباق مع الزمن لإتمام هذا المشروع الذي أجهزت عليه معاول المقاولات المتعاقبة عليه وظل معلقا منذ 30 سنة، حيث انطلقت أشغاله مع مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة الذي يصلي فيه الناس الآن. وتلقى وزير الشئون الدينية بوعبد الله غلام الله خلال تفقده للمشروع مؤخرا تعهدات بتسليم المشروع خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة لأنه سيكون ضمن أجند تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة الإسلامية. ومسجد عبد الحميد ابن باديس الواقع بمفترق طرق حي جمال الدين، والذي صار يلقب بالمشروع الفضيحة، حطم الرقم القياسي في المشاريع المتأخرة بعاصمة الشرق، فهذا الصرح الديني الكبير وقع ضحية سوء مكاتب الدراسات والمقاولات المكلفة بالإنجاز، حيث تداولت على إنجازه عدة مؤسسات، وأوكلت المهمة في بدايته إلى مؤسسة جزائرية بعد أن رصد له غلاف مالي يقدر ب 5 آلاف مليار دينار، وانكشفت بعد ذلك عيوب وفضائح إنجاز الدعامات وهيكل المسجد وثبت أن ما أنجز لا يقدر على مقاومة أضعف هزة أرضية وأن استمراره على هذه الحال يهدد بسقوط المسجد على رؤوس المصلين، ليتم بعد ذلك فسخ العقد مع المقاولة وإسناد المشروع إلى شركة صينية التي قامت بهدم الدعامات تحت مبرر أنها غير مطابقة للمعايير المعمول بها، وتحت إشراف جمعية المسجد التي باشرت حملة لجمع تبرعات عبر كافة مساجد الوطن من أجل دعم المشروع بسبب الشح المالي وتم جمع 14 مليار سنتيم لدعم المشروع الذي التهم أموالا ضخمة دون أن يتحقق شيء ملموس، غير أن الأزمة المالية التي تعرض لها المعلم الديني الكبير وغياب متخصصين استدعت تحويله إلى مديرية البناء والتعمير. وبقي المشروع حبيس الأدراج في ظل غموض كبير، ليتم العام الماضي إطلاق مناقصة جديدة حول مواصلة أشغال المشروع التي يمكن القول إنها كانت لم تنطلق أصلا آنذاك، وأوكلت دراسة المشروع إلى مكتب دراسات لبناني وفاز بالمشروع مؤسسة تركية ورصد غلاف مالي إضافي يقدر ب 605 مليار دينار، وقد بلغت نسبة الإنجاز حسب التوضيحات التي تلقاها وزير الشؤون الدينية 40 بالمائة، حيث تم إنجاز الدعامات واستكمال جدران الصرح الذي يتكون من 13 طابقا، إضافة إلى مكتبة كبيرة وقاعة لتعليم القرآن وقاعات أخرى للمحاضرات والندوات العلمية. وطالب غلام الله بالعمل على إضفاء الطابع المعماري الإسلامي للمسجد من خلال الزخارف والمنمنمات واللوحات الإسلامية، وألح على أن يتم تسليم المشروع في أجل أقصاه شهر مارس من العام القادم على اعتبار أنه سيتم إدراجه ضمن الهياكل التي ستحتضن نشاطات تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة الإسلامية، وهو ما تلقى تعهدات بشأنه من طرف المؤسسة المكلفة التي ستدخل في سباق مع الزمن وتعمل على قدم وساق على إخراج هذا المشروع إلى النور وإقامة أول صلاة فيه بعد أن يأس منه المواطنون وعمال القطاع بالولاية الذين اعتبروا أن المسجد الكبير أصبح في خبر كان، فهل ستتمكن المؤسسة التركية من إحياء المشروع وبعثه بعد أن أجهزت عليه معاول المقاولات المتتالية عليه وتسلمه في الآجال المحددة ليقيم الوهرانيون أول صلاة في هذا المعلم الكبير في حدود 2015؟. من جهته، كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف للولاية حسين بلقوت، على هامش زيارة الوزير، عن الانطلاق في التحضير للطاقم الذي سيدير مسجد العلامة عبد الحميد بن باديس، والذي وصفه ب "الجيش" الذي يفوق عدده ال 100 متخصص بين أئمة ومؤذنين وكذا مفتين، حيث من المنتظر أن يوفر المشروع باب الشغل لأزيد من 100 موظف في القطاع، وذلك بالموازاة مع اقتراب تدشين مركز الفنون السلامية الذي أوشكت الأشغال به على الانتهاء، حسبما أكده ذات المتحدث، مضيفا أن القطاع بالولاية سينتعش أكثر بفضل هذين المشروعين.