حذر عثمان تازاغارت، مدير المرصد العالمي للإرهاب، مقره بباريس، من عودة كبيرة للمقاتلين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية أو بلدان أخرى في حال تفكك تنظيم "داعش" مستقبلا. جاء ذلك في كلمة لتازاغات، خلال جلسة حول "المقاتلين الإرهابيين الأجانب.. تهديد جديد للأمن الدولي"، على هامش الدورة الخامسة لمنتدى مراكش للأمن "أفريقيا أمن 2015"، في المغرب. وقال تازاغارت، وهو خبير دولي في الإشكالات الإستراتيجية: "ستكون هناك عودة كبيرة للمقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية أو بلدان أخرى في حال تفكك داعش مستقبلا، كما وقع في أفغانستان في وقت سابق عندما بدأ تفكيك القاعدة، حيث تم تسجيل عودة قوية لهذه الشريحة، وهو ما يشكل خطورة كبيرة". وأشار إلى أن عدد المقاتلين الأجانب من أصول جزائرية، والذين عادوا إلى الجزائر من أفغانستان في وقت سابق قدر ب17 ألف شخص، داعيا إلى التفكير في إستراتيجية لاحتواء عودة المقاتلين الأجانب حاليا أو مستقبلا. وتابع الخبير الدولي قائلا "الخطورة تكمن خلال الفترة ما بعد داعش، خصوصا أن التنظيم يضم حاليا نحو 38 ألف مقاتل، بحسب بعض الإحصاءات". ولا يوجد تقدير واضح لعدد مقاتلي داعش، لكن تازاغات اعتبر أن "العالم يعيش الجيل الرابع من المقاتلين الإرهابيين الأجانب". وقال إن الجيل الذي سيأتي بعد داعش "أخطر"، على اعتبار عامل القرب من مناطق التوتر. وأوضح أن ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب ترجع إلى عام 1990 حيث كانت تعتبر ظاهرة هامشية، وتسليط الأضواء عليها ظهر بعد أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدةالأمريكية في 2001. وأبرز تازاغارت ما وصفه ب"خطورة بعض الخلايا النائمة"، وقال "هي إستراتيجية اعتمدتها القاعدة في وقت سابق، حيث كانت تعمل على استقطاب أفراد لتوظيفهم خارج مناطق التوتر بالعديد من بلدان العالم". من جهته قال فرانسو بيرينود، عضو السكرتارية العامة للشرطة الدولية "الإنتربول"، إن الانتربول اعتمدت مجموعة من الإجراءات لمحاربة الجريمة والتطرف. ولفت إلى أن "الإنتربول" تمتلك شبكة من 250 من العناصر التابعة لها في مختلف مناطق العالم لمحاربة التطرف. وكشف أن "الإنتربول" تعتمد على قاعدة بيانات تضم معلومات تم تجميعها من طرف مكاتبها، إضافة إلى معطيات تتعلق بالمقاتلين الأجانب الذي التحقوا بمناطق التوتر، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأشار إلى أن بعض الدول لا تسمح بتقديم معلومات حول المناطق التي تعرف توترات، مذكرا بتوصية لمجلس الأمن أصدرها العام الماضي من أجل تسهيل مأمورية "الإنتربول".