لم تشفع ملفات ثقيلة من قبيل، تعديل الدستور، فضائح الفساد التي ارتبطت بملف سوناطراك، والطريق السيار، والاضطرابات التي يشهدها الجنوب الجزائري على خلفية ملف الغاز الصخري، وقضايا إقليمية أخرى، على غرار ما يحدث في ليبيا، وتونس، أمام الجمود الذي يخيم على الحراك السياسي في الجزائر. ويرى ملاحظون، أن دعوة الأمين العام للأرندي عبد القادر بن صالح، مناضليه للنزول إلى الشارع لشرح مسودة الدستور أمام الرأي العام، ورغم علامات الاستفهام الكبيرة التي تطرحها هذه الدعوة "الغامضة"، إلا أنها تصب في مسعى تفعيل المشهد السياسي، الذي يميزه ركود تام، باستثناء "إشارات" باهتة تصدر بين الفينة والأخرى، في شكل اتهامات بين أحزاب تسمي نفسها " معارضة"، وأخرى، تصنف نفسها "موالاة"، تضاف إليها – أحيانا- تصريحات من رؤساء أحزاب، يلفها هي الأخرى غموض كبير، كونها تصدر في شكل " تحذيرات"، أو "وعود"، تتضح فيما بعد أنها غير قابلة للتجسيد، أو أنها صدرت ب "إيعاز"، كما هو الشأن بالنسبة لتصريحات سابقة، كان أطلقها الأمين العام لحزب جبهة التحرير عمار سعداني، في شكل " قرار"، عندما قال إن تعديل الدستور سيتم في شهر أفريل، وهاهو شهر أفريل يوشك على النهاية، ووعد سعداني لم يتحقق ! وتزامنت هذه الوعود مع عودة الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم إلى الواجهة "دون أن يظهر"، بعد مأدبة عشاء أقامها بمناسبة عودته من العمرة، ضمت أسماء كثيرة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، وقرأها متابعون للوضع على أنها "اجتماع غير رسمي"، ثم تلتها أخبار أخرى" من غير صورة"، تقول إن بلخادم دعي إلى رئاسة الجمهورية، وكلها أخبار حركت " غريمه" في الحزب عمار سعداني الذي سارع إلى الحديث عن مؤتمر عاشر للحزب العتيد، تكون فيه الكلمة للمناضلين في القواعد، وتؤول فيه المناصب للشباب بدل الشيوخ ! وقال عضو اللجنة المركزية للأفلان يوسف ناحت، إن ملامح الفراغ السياسي ظهرت مبكرا هذا العام، بسبب طغيان الحديث عن تعديل الدستور، وهو موضوع تم تضخيمه من قبل رؤساء أحزاب الموالاة رغم عدم اتفاقهم على تصريح واحد، وقال إلى أن كل تنبؤاتهم قد "سقطت". وأوضح يوسف ناحت، أن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، يحاول من خلال هذه التصريحات، "إستعراض قوته" أمام إطارات وقواعد الحزب، كما يحاول دوما أن يثبت أنه "رجل مقرب" من محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. من جهته، بلقاسم بن حصير عن "الأرندي"، كان له رأي مخالف في الموضوع، وقال معلقا عن الموضوع، إن الساحة لازالت تشهد حراكها المعتاد، والفراغ السياسي الذي "تتحدثون عنه" قد ألقى بظلاله على أحزاب المعارضة وليس على الساحة ، واستدل بن حصير بالنشاط الذي "يمارسه" التجمع الوطني الديمقراطي، وقال إن المكاتب الولائية للحزب، شرعت في تنظيم تجمعات ولقاءات تحسيسية، الهدف منها هو تحضير المناضل للمرحلة المقبلة.