ينظم قسم القرآن والحديث بأكاديمية الدراسات الإسلامية، جامعة مالايا (كوالالمبور- ماليزيا) مؤتمر السنة النبوية الدولي، ضوابط فهم السنة – المشكلات والحلول، ذلك يومي 27و28 أكتوبر المقبل. جاء في تمهيد المؤتمر أنه كان لعلماء الحديث اهتمام بالغ بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظا وضبطا لمتونها، وفحصا وتمييزا لنقلتها، وكشفا وبيانا لفقهها، وحلا وتجلية لغوامض ألفاظها، وقد جعلوا للتعامل مع ألفاظها قواعد تضبط مسالك الفهم وتضيء مسارب الاستنباط وتعصم من مزالق الزلل والضلال، وأصبح المنهج القويم في فهم السنة النبوية اليوم مطلبا ضروريا وحاجة ملحة لتوجيه مسيرة الأمة نحو الطريق الأصوب في الاعتقاد والفهم والعمل، بعيدا عن التفرق والانحراف والتحريف، والذي يفضي إليها الخلل في المنهج والاضطراب في الموازين، ذلك لأن نصوص السنة في طبيعتها جزئية تفصيلية، وأما نصوص القرآن الكريم فهي في أغلبها مجملة كلية. وسوء الفهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سوء التأويل لحديثه، هما سبب كل انحراف وخطأ وزيغ في الإسلام، لاسيما إذا أضيف إليهما سوء القصد، وإن دراسة أسباب الانحراف في عصرنا هذا في فهم السنة النبوية يساعد على حل كثير من المشكلات المعاصرة الناشئة عن ذلك، ومن الأسباب المؤدية إلى انحراف في فهم السنة. أولا: منهج التجزيء والتعضية، الذي يقوم على قراءة نص من السنة وإغفال آخر، أو الأخذ ببعض الأحاديث وترك بعضها الآخر، مع استنباط الحكم الشرعي وتعميمه بناء على تلك القراءة المجتزأة والانتقائية والمبتورة، والثاني: إهمال مراعاة السياق وأسباب ورود الحديث وإغفال واقع المخاطبين وأعرافهم وملابساتهم وظروفهم التي سيقت من أجلها الأحاديث، والثالث: الإفراط في الأخذ بالظاهر الذي يفضي إلى الفصل بين النصوص الجزئية والمقاصد الكلية للأحاديث النبوية، وذلك بالوقوف عند حرفية النصوص والجمود على ظواهرها وإهمال النظر في علل أحكامها، وما ترومه من مقاصد، وما تهدف إليه من مصالح، وهذا السبب يؤدي إلى نتائج خطيرة في الفهم والعمل، ويفسد تناسق هذه الشريعة الباهرة وتكاملها وترابطها. رابعا: الغلو في استعمال العقل ومجاوزة الحد في التأويل الذي يقوم على رد الأحاديث الصحيحة بدعوى مخالفة العقل والعلم أو العصر، أو بتأويلها تأويلا جانحا يخرجها عن مراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى معان أخرى يريدها هؤلاء المؤولون، وللوقوف بعمق على هذه الإشكالية، وتقديم الحلول الناجعة لها تأتي فكرة تنظيم مؤتمر السنة النبوية الدولي (مسند الثالث) في رحاب أكاديمية الدراسات الإسلامية بجامعة ملايا كوالا لمبور ماليزيا هادفة لمعالجة مشكلة منهجية الفهم والقراءة الصحيحة للنصوص، إلى جانب تصحيح المفاهيم حول السنة النبوية وعلمائها. يهدف المؤتمر بذلك إلى محاولة الكشف عن أسباب الانحراف المعاصر في فهم السنة النبوية وتتبع مظاهره وإبراز صوره، مع تصنيف المواقف المعاصرة في التعامل مع السنة النبوية تصنيفا علميا من خلال أسباب الانحراف نفسها، ومحاولة تقديم معالجة علمية موضوعية تعين على حل بعض المشكلات المعاصرة الناشئة عن الخلل في منهج فهم السنة النبوية، من خلال بيان فساد بعض المناهج وربطها بأسبابها والإرشاد إلى المنهج القويم في ذلك، وإيجاد مقترح علمي لمنهج الرد على الطاعنين في السنة، في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي. يقوم المؤتمر على سبع محاور هامة، منها محور التحقق من صحة الحديث النبوي، وعدم تعارض النصوص، فهم الحديث ضمن قواعد الشريعة ومقاصدها، فهم النص النبوي في ضوء النصوص الأخرى، العقل والهوى والنص الشرعي، اللغة العربية ودورها في فهم نصوص الشريعة، كيفية استدلال علماء السلف وتعاملهم مع الحديث النبوي، مقترحات لتصحيح سوء فهم السنة، وفي المحور الأخير، نماذج لمن أساؤوا وانحرفوا في فهم السنة.