دعا المجاهد حسين زهوان أمس بالجزائر العاصمة الى رد الاعتبار للمناضل والمسرحي الراحل محمد بودية بتخليد اسمه في الذاكرة الجماعية. ناشد زهوان, صديق الراحل, خلال وقفة استذكارية نظمت في الذكرى ال42 لاغتيال المجاهد محمد بودية، إطلاق اسم هذا المناضل -الذي رحل عقب عملية اغتيال بشعة نفذتها عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد" في 1973 بباريس- على أحد الصروح الثقافية في الجزائر ليتخلد اسمه لدى الرأي العام. وقال نجل الراحل مراد بودية أنه يكافح من أجل إخراج اسم والده من غياهب النسيان التي طالته لسنوات عديدة حيث ولحد الآن لم يمنح لأي صرح اسمه رغم أنه أدى دورا مهما في الحياة الثقافية والنضالية في الجزائر. واعتبر سفير دولة فلسطين في الجزائر, عيسى لؤي, أن محمد بودية قدم للقضية الفلسطينية "رغم كل العقبات" ما قدمه للثورة الجزائرية من نضالات يشهد عليها التاريخ. وقال لؤي أن هذا المناضل الفذ الذي اكتسب خبرة خلال حرب التحرير الجزائرية "استطاع أن يجد معادلة أساسية أساسها أن الثورة الفلسطينية, فلسطينية الوجه وعالمية الأبعاد", مشيرا الى أنه كان يلقب من طرف المناضلين الفلسطينيين خاصة في بداية الثورة الفلسطينية ب"وزير خارجية فلسطين". كما أبرز لؤي الدور الذي لعبه في "ارعاب العدو الصهيوني الذي حاول اغتياله مرارا وكيف تمكن في كل مرة النجاة من الموت المحقق إلى أن تم اغتياله بفرنسا من خلال تفخيخ سيارته" مضيفا أن استشهاده أشفى غليل رئيسة الوزراء الاسرائلية غولدا مايير آنذاك. وذكر أصدقاء المناضل من بينهم سي ميري والعقيد سنوسي ومسرحيين كعبد الحميد رابية مناقب وخصال والأعمال الفدائية الخالدة لهذا المناضل الذي لقب ب"رجل المهمات الصعبة". وكرمت في الختام, جمعية "مشعل الشهيد" عائلة الراحل, محمد بودية. ولد محمد بودية في 1932 بحي شعبي بأعالي القصبة بباب الجديد, تشبع بالروح الوطنية منذ صغره وهو ما جعله يعتنق الفكر التحرري ويفكر في تحرير الجزائر. مزج بين الثقافة والسياسة وبين المسرح والثورة في قالب قل ما تجده عند أقرانه حيث احتك لأول مرة بعالم المسرح والفن الدرامي بعد لقائه بالفنان مصطفى غريبي ليلتحق بعد اندلاع الثورة المسلحة سنة 1955 بجبهة التحرير الوطني. أصبح سنة 1957 عضوا دائما في اتحادية فرنسا لجبهة التحرير الوطني حيث مارس مهامه النضالية في باريس ومرسيليا.