منح الرئيس السوري بشار الاسد، السبت، عفوا عاما عن الفارين من الخدمة العسكرية داخل وخارج البلاد. وذكرت هيئة الاذاعة والتلفزيون السورية "الرئيس بشار أصدر اليوم المرسوم التشريعي رقم 32 لعام 2015 القاضي بمنح عفو عام عن جرائم الفرار الداخلي والخارجي والجرائم المنصوص عليها في قانون خدمة العلم المرتكبة قبل -25 -7 2015". وأضافت "لا تشمل أحكام هذه المادة المتوارين عن الأنظار والفارين من وجه العدالة إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 30 يوما بالنسبة للفرار الداخلي و60 يوما بالنسبة للفرار الخارجي". يذكر ان القوات السورية تخوض قتالا ضد المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الاسلامية داعش وجماعات مسلحة اخرى منذ ان تحولت احتجاجات سلمية للمطالبة بالديمقراطية واجراء اصلاحات في البلاد في عام 2011 الى اعمال عنف. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الجمعة إن من السابق لأوانه الحديث عقد مؤتمر سلام آخر برعاية الأممالمتحدة بشأن سوريا في إشارة إلى ضعف إحتمالات نجاح المساعي الدبلوماسية بينما يختتم مبعوث للأمم المتحدة مشاورات إستمرت لثلاثة أشهر عن الحرب. وكرر المعلم وجهة نظر حكومته بأن دعم إيرانلدمشق سيستمر بعد التوصل للاتفاق النووي مع القوى العالمية ومن بينها الولاياتالمتحدة التي تطالب بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. وتحدث المعلم في (المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري) في "دمشق" وشاركه على المنصة أحمد جنتي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني ونعيم قاسم نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية التي تقاتل مع قوات النظام السوري في الحرب التي بدأت منذ أربعة أعوام. ومن المتوقع أن يقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا -الذي إلتقى المعلم في العاصمة "دمشق" يوم الخميس - تقريره عن المحادثات التي أجراها مع أطراف في الحرب إلى مجلس الأمن الدولي في الأسبوع المقبل. وإستضافت الأممالمتحدة مؤتمرين كبيرين عن الأزمة السورية منذ 2011 ضم ثانيهما أوائل 2014 ممثلين عن الحكومة والمعارضة السورية. لكن تلك المحادثات إنتهت بالفشل في أيامها الأولى. وقال المعلم في مؤتمر صحفي في دمشق بثه التلفزيون "ما زلنا نعتقد أن الذهاب إلى (جنيف 3) سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون فيما بينهم إلى معالجة قضاياهم". وأجريت جولتان من المحادثات في موسكو في وقت سابق العام 2015 لم يحضرهما ىإئتلاف المعارضة الرئيسي المدعوم من الغرب أوأي ممثلين للفصائل المسلحة التي تقاتل النظام السوري. وفي "بروكسل" (بلجيكا) قال أعضاء في الإئتلاف وجماعة معارضة أخرى إنهم يضعون "خارطة طريق" خاصة بهم لإنهاء الحرب. وقال هادي البحرة وهو عضو في الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية "يتعين على المجتمع الدولي أن يجبر النظام على الجلوس إلى طاولة المفاوضات". وشدد البحرة على ضرورة اعادة إحياء إعلان دولي وافقت عليه الحكومة السورية قبل ثلاث سنوات ودعا إلى بدء عملية إنتقال سياسي في سوريا. وفي السياق ذاته تحاول روسيا تحقيق تقارب بين الحكومة السورية ودول المنطقة ومن بينها السعودية وتركيا. والهدف المعلن هو تشكيل تحالف لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذي سيطرعلى مساحات واسعة من الأراضي في العراقوسوريا. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جوان 2015 إن الإتصالات الروسية مع تركيا والأردن والسعودية أظهرت إتفاقها جميعا على محاربة "داعش"في سوريا. ودعا بوتين سوريا إلى بدء حوار مع هذه البلدان. وقال المعلم "إن فرص إقامة تحالف إقليمي لمكافحة الإرهاب في القريب العاجل يحتاج إلى معجزة ولكن على المدى المتوسط فإن الضرورات الأمنية التي فرضها واقع إنتشار الإرهاب ومخططات الإرهابيين المعلنة وبدء إرتداد الإرهاب على داعميه سيحتم على دول الجوار البحث مع الحكومة السورية عن إقامة هذا التحالف". وطرح السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين مسألة التحالف في مقابلة مع صحيفة "النهار" اللبنانية نشرت الجمعة وقال إن موسكو تريد تحقيق تقارب بين سوريا والسعودية. وقال "هذه الإعتبارات موجودة... نريد توجها في هذا المنحى... مازلنا في البداية...أبدينا رغبة موسكوفي المساعدة في الإئتلاف ضد الإرهاب ويجب أن نخطوا خطوات عملية في هذا المجال عبر تحقيق تقارب بين سوريا والأطراف الإقليمية بما في ذلك المملكة العربية السعودية".