ألهب المغني الجزائري الشاب خالد، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، قاعة العروض أحمد باي بقسنطينة، وسط حضور جماهيري غفير فاق كل التوقعات. وقد أطل خالد على عشاقه، الذين قدموا من جميع مناطق الولاية وأتحفهم بكوكتيل متنوع من أغانيه القديمة والجديدة، التي تجمع بين إيقاعات الموسيقى العالمية. وعلى مدار ساعتين من الزمن، تألق خالد حاج إبراهيم، وشد انتباه الجمهور بأغانيه المعروفة التي تتغنى بالحب والمرأة والوطن والحياة مؤكدا بذلك استمرار استحقاقه للقب "الملك" أو"الكينغ". فعلى إيقاع أغنية "يامينة" استهل حفلته وسط تصفيقات وهتافات الجمهور المتكون من العائلات والشباب وحتى الأطفال ثم أعقبها ب"أنا المريول" و"بكيت على بلادي" التي تلخص ظاهرة الهجرة غير الشرعية. ووسط تفاعل كبير للجمهور تمكن ابن حي سيدي الهواري بالباهية وهران، من تحويل الركح إلى منصة فسيحة للرقص بالنسبة للجميع دون استثناء بعد أدائه ل"الشابة يا الشابة" و"أنسي أنسي" و"جاتني برية" ثم "ما لها ديك البيضاء"، كما واصل إمتاع عشاقه بصوته القوي من خلال "روحي يا وهران" و"بختة" و" هي اللي بغات" و"سميرة" و"وين الهربة"، ثم فاجأ خالد الحضور بأدائه لنغمة تتغنى بالقومية العربية حملت عنوان " أنا عربية" أخذهم من خلالها في رحلة ساحرة نحو كل البلدان العربية دون جواز سفر، وجاء الدور فيما بعد لأغنية "ديدي" التي أداها في 1992 والتي بفضلها أضحى أول فنان عربي تبلغ شهرته كامل أوروبا وأمريكا وصولا إلى أقصى آسيا والهند حيث وظفت بوليوود وهوليوود أغنياته في أفلامها. واختتم خالد تلك "السهرة الحلم" بأدائه أغنيتيه الشهيرتين "سي لافي" التي رددها معه الجمهور من بدايتها إلى نهايتها ثم "عيشة" التي تعاون فيها مع المؤلف الفرنسي المعروف جان جاك غولدمان والتي ترجمت إلى ثلاثين لغة وحطمت الرقم القياسي في المبيعات عام 1996 والتي أهداها لجميع الأمهات. وقبل أن يغادر الركح أعاد أغنية "سي لافي" لينتهي الحفل الذي أضفى عليه خالد سحرا مختلفا ستظل حتما قاعة أحمد باي شاهدة عليه والذي كان أيضا عبارة عن لوحة فنية متكاملة امتزج فيها الصوت القوي والتجاوب اللافت للجمهور وكذا التقنيات الضوئية الجيدة والمؤثرات الصوتية الرائعة.