أشار تقرير صادر عن المنظمة العالمية للفرانكوفونية، إلى تغلغل اللغة الفرنسية في المناهج التعليمية لدول شمال إفريقيا، خصوصًا في الجزائر والمغرب، وورد في التقرير أن "الفرانكفونيين" يراهنون على هذه الدول للوصول إلى مليار شخص يستعمل اللغة الفرنسية آفاق 2060، منهم 85 بالمئة في إفريقيا لوحدها، من خلال ترسيخها لغة رسمية للتدريس. أكّد التقرير وجود تطور في تغلغل اللغة الفرنسية في المناهج التعليمية لدول شمال إفريقيا، خصوصًا في الجزائر، والمغرب، مؤكدًا بأن ذلك "أدى إلى استقرار عدد التلاميذ الذين يتخذون الفرنسية لغة ثانية في مسارهم الدراسي في 274 مليونًا حتى نهاية عام 2014". كما شدد التقرير على اتساع رقعة الفرانكفونية، لتتخذ إفريقيا مركزا لها، وخصوصًا دول المغرب العربي، حيث ارتفع دارسو الفرنسية بنسبة تقارب ال 30 بالمئة في الفترة الممتدة ما بين عامي 2010 و2014، لتصبح اللغة الفرنسية في المركز الخامس عالميًا، من بين أكثر اللغات تعلما في مقاعد الدراسة، بعد اللغة الصينية، الإنجليزية، الإسبانية والهندية. ويكشف تقرير برلماني، أعدته لجنة بمجلس الشيوخ الفرنسي حول الفرانكفونية في المنطقة المغاربية، أن الطلبة الجزائريين يشكلون نسبة 10 في المئة من مجموع الطلبة الأجانب في فرنسا، ورغم نهج الدول المغاربية لسياسة تعريب واسعة، لاسيما في التعليم والإدارة وشروع كل من الجزائر والمغرب في إقرار مكانة هامة للأمازيغية، فإن الفرنسية حافظت على مكانتها في المجتمعات المغاربية . ويصل عدد المتحدثين بالفرنسية، حسب المنظمة الدولية للفرانكفونية، إلى نحو 200 مليون شخص، وتمثل المنظمة 870 مليون شخص في 75 دولة وحكومة عبر العالم، في حين كشف تقرير المنظمة عام 2011 أن عدد الفرنكوفونيين في الجزائر يقدر بحوالي 11.2 مليون جزائري. وشهدت اللغة الفرنسية تراجعا وتقهقرا على المستوى العالمي، بل وداخل المجتمع الفرنسي نفسه أمام الغزو اللغوي الإنجليزي، حيث تؤكد تصريحات الساسة الفرنسيين انحدار وتراجع اللغة الفرنسية في إفريقيا، مرجعين ذلك كون بعض الدول مثل الجزائر تواجه نقصا كبيرا في المكونين وفي عدم وجود الكتب المدرسية . ومن هنا بادرت باريس مؤخرا إلى إيفاد وزير التعليم من أجل الاتفاق على عمل شراكة مع الجزائر بعد الزيارة التي قامت بها إلى الجزائر، نجاة فالو بلقاسم، والمتعلقة بالاستعانة بخبراء فرنسيين للقيام بدورات تكوينية لصالح المفتشين الجزائريين للتربية .