توحي أغلب المؤشرات، عشية تنظيم انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، إلى أن حظوظ الأفلان في اكتساح الغرفة العليا باتت "ضعيفة"، بالنظر إلى التحالفات المحاكة ضده والمشاكل التي يتخبط فيها الحزب، بسبب الصراع القائم بين سعداني وخصومه الذين قرروا دخول غمار هذا الاستحقاق كمرشحين أحرار، وما زاد الأمور تعقيدا واحتقانا وخلف فوضى كبيرة في القواعد إقصاؤه ل 13 مترشحا حرا. قال مصدر قيادي في الأفلان، إن سعداني "متخوف جدا" من عدم كسب رهان مجلس الأمة، بالنظر إلى المعطيات التي تحوز عليها قيادة الحزب، والتي تؤكد تمرد أكثر من 50 بالمائة من المنتخبين المحليين على مرشحي الحزب، أياما قليلة قبيل هذا الموعد الإستحقاقي، وشرعوا في إجراء اتصالات وتحركات جديدة للبحث عن تكتلات جديدة لدعم مرشحي حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهذا بسبب تعليمات سعداني الأخيرة التي أثارت سخطهم وغضبهم، خاصة بعد إقصاء 13 مترشحا حرا من صفوف الحزب. يحدث هذا في وقت يعول الأرندي كثيرا على "جني ثمار" التحالفات التي سيجريها مع حزب العمال وعدد من أحزاب المعارضة، وأعطى الأمين العام بالنيابة للحزب أحمد أويحي، تعليمات للأمناء الولائيين تقضي بضرورة حفاظهم على النتائج التي حصدوها خلال استحقاق 2012، وبلغ عدد المقاعد التي حاز عليها الحزب 24 مقعدا أغلبها بولايات شرق البلاد على رأسها قسنطينة وسكيكدة وميلة وبومرداس. وبالمقابل، تشهد ولايات أخرى تنافسا كبيرا بين الأرندي والأفلان، خاصة بولايات غرب الوطن، ففي الشلف، تشهد العملية صراعا كبيرا بين التجمع الوطني الديمقراطي الذي يحاول الاستثمار في المشاكل والانقسام الذي يعاني منه الأفلان، في وقت يسعى منتخبوه المحليون إلى الحفاظ على مقعد الحزب بهذه الولاية، رغم غضبهم من محافظي الولاية، وقرروا تنصيب لجنة ولائية مستقلة لدعم مرشح الحزب بهذه الولاية رئيس المجلس الشعبي الولائي عامر عمر، الذي يتنافس رفقة ستة مترشحين آخرين عل مقعد السينا، ويبلغ عدد المنتخبين بالولاية 670 منتخب، ودخل غمار هذه الانتخابات بالولاية كل من الحركة الشعبية الجزائرية وجبهة المستقبل وحركة مجتمع السلم. الأمر نفسه، بالنسبة لولاية بسكرة، التي تشهد صراعا كبيرا بين كل من الأفلان والأرندي الذي يعول كثيرا على التحالفات مع أحزاب المعارضة بالولاية على رأسهم تكتل الجزائر الخضراء التي ترشح عنها عضوالمجلس الشعبي البلدي العربي صحية. وبولاية الجزائر العاصمة، قالت مصادر أفلانية إن انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، تشهد منافسة قوية بين كل من مرشح الأرندي ومرشحي الأفلان رجل الأعمال ورئيس جمعية المتعاملين الاقتصاديين بن زعيم عبد الوهاب الذي سيواجه زميله المحسوب على الجناح المعارض للأفلان خالد مكيد.