أسا.. أزكا.. دا الحسين يلا يلا.. "اليوم وغدا الدا الحسين سيبقى حيا" ، هكذا ردد آلاف المواطنين تحية الزعيم التاريخي الراحل حسين آيت أحمد ، لدى استقبال جثمانه بالجزائر ، أين صنعوا أجواء تاريخية تكريما لروح آخر زعماء الثورة ، بعيدا عن كل البروتوكولات والرسميات ، تنفيذا لوصية رجل عاش للشعب وأراد أن يدفنه الشعب ، فكان له ذلك. أجواء استثنائية في محيط مقر حزب جبهة القوى الاشتراكية بحيدرة ، مساء أول أمس، قبل وصول جثمان حسين آيت أحمد، أين تجمع آلاف المواطنين في انتظار وصول الجثمان وسط تعزيزات أمنية مشددة لتنظيم المراسيم، بالتنسيق مع العشرات من مناضلي الأفافاس. كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف مساء، عند وصول الموكب الجنائزي إلى مقر الحزب ، قادما من مطار هواري بومدين أين ألقيت عليه النظرة الأخيرة من طرف أعضاء الحكومة، مرفوقا بأفراد عائلته وقيادات الأفافاس وسيارات أمن ، بينما كان الطريق المحاذي لمقر الحزب مملوء عن آخره ، وسط زغاريد وصيحات للمناضلين والمواطنين بملامح من الأسى والحزن والبكاء لدى البعض، بينما الكل يردد شعارات لتحية الراحل مثل "أسا أزكا دا الحسين يلا يلا" و"تحيا الجزائر حرة ديمقراطية"، رافعين الأعلام الوطنية وصورالزعيم . وفور وصوله، أدخل جثمان الراحل الذي كان مغطى بالعلم الوطني والورود ، إلى باحة المقر، أين خصص مكان لإلقاء النظرة الأخيرة عليه ، وكانت باحة المقر مزينة بصور آيت احمد والأعلام الوطنية ، بينما تم خصص ممر للمواطنين الذي توافدوا بقوة إلى المكان ،وممر آخر للشخصيات التي حضرت . لا فرق بين المواطنين والشخصيات ، هكذا بدت مراسيم إلقاء النظرة الأخيرة على "الدا الحسين" ، حيث تواصل توافد الأشخاص إلى غاية ساعة متأخرة من الليل لرؤية جثمانه وقراءة الفاتحة على روحه ، فكانت مراسيم شعبية ووطنية ، تنفيذا لوصية المرحوم. وعرفت مراسيم الاستقبال ، حضور عديد الشخصيات التاريخية، أبرزهم رفقاء الراحل ومجاهدون ، ووجوه سياسية وثقافية وممثلو المجتمع المدني والصحافة ، وكان رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، من الأوائل الذين وصلوا إلى المقر وقدم التعازي لزوجة آيت أحمد ، وحضر كل من علي بن فليس وعبد الرزاق مقري ولويزة حنون ، وزعيم الأرسيدي سابقا سعيد سعدي مرفوقا بمحسن بلعباس إضافة إلى العديد من قيادات أحزاب المعارضة ، وقيادات عسكرية تقدمهم المدير السابق لدائرة الاستعلام والأمن ، الفريق محمد مدين، الذي وصل إلى المكان في وقت متأخر من الليل مغتنما تراجع عدد الوافدين إلى المقر ، بينما لم تحضر شخصيات من الحكومة أو أحزاب الموالاة ، ما عدا والي العاصمة عبد القادر زوخ مرفوقا بوفد من الولاية. وكان البعد المغاربي حاضرا ، حيث حضرت عديد الشخصيات السياسية من تونس والمغرب ، أبرزهم عبد الرحمان اليوسفي رئيس الحكومة المغربية الأسبق ، ومصطفى بن جعفر، الرئيس السابق للمجلس التأسيسي التونسي ، ورئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي ، الذي أثنى في كلمة مقتضبة على نضال آيت أحمد حيث وصفه ب "رمز من رموز الثورة والحرية في المغرب الكبير وإفريقيا وآسيا". وقالت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون ، في تصريح للصحافة ، إن " التعاطف الشعبي مع الدا الحسين لم يسبق أن حدث منذ الاستقلال ، وهذا يبين مكانة الرجل لدى الشعب الجزائري ، لأنه كافح من أجل استقلال البلاد وواصل النضال بعد الاستقلال من أجل الديمقراطية والحرية وسيادة الشعب ، لاستكمال أهداف الثورة . واستمرت المراسيم إلى غاية صبيحة أمس ، حيث كانت الليلة بيضاء بمقر الأفافاس ، إلى غاية الساعة السابعة صباحا ، أين خرج الموكب الجنائري من المقر ليتوجه إلى ولاية تيزي وزو ، أين ووري الزعيم الثرى بقريته آث أحمد ببلدية آث يحي.