قالت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، إن الجزائر تعمل على تدارك الأخطاء الاستراتيجية للقوى العظمى التي تتسبب من خلال مضاعفتها للتدخلات المسلحة في تدفق هام للهجرة الذي نجمت عنه مأساة إنسانية حقيقية. بعثت بن حبيلس، خلال سهرة نظمت لصالح المهاجرين واللاجئين السوريين والفلسطينيين بالجزائر بمناسبة السنة الجديدة برسالة إلى المجموعة الدولية لتحريك الذمم ووضع حد للحروب، وقالت إن مهمة منظمة حلف الناتو لا تكمن في دمقرطة ولا في استقرار البلدان، وأن القوى العظمى "لا تفكر في الانعكاسات الوخيمة لقراراتها على الإنسانية"، مؤكدة أن الجزائر "السخية والمتسامحة تريد أن توجه نداء للسلام والتضامن". وذكرت بن حبيلس، أن الجزائر من خلال الهلال الأحمر الجزائري لا تكتفي بتقديم مساعدة إنسانية مرحلية وإنما تعمل ضمن مساعي ترمي إلى استقرار المهجرين ببلدانهم الأصلية. "قمنا بمساعي تجاه هذه القوى والمنظمات الدولية والإنسانية حتى تساهم في تمويل مشاريع مصغرة لفائدة المهاجرين ليتمكنوا من الاستقرار ببلدانهم". وأوضحت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن هذا المسعى أعطى ثماره "حيث خصصت الحكومة السويسرية 500 ألف فرنك سويسري لتمويل مشاريع مصغرة للنيجريين المرحلين من الجزائر بطلب من حكومتهم. وهذا يتم من خلال الحكومة السويسرية والمنظمة الدولية للمهاجرين بالنيجر". وبعد أن دعت البلدان الأخرى إلى "الاقتداء بالمثل السويسري" قالت إن الحل يكمن في التنمية الاقتصادية والسلم والحلول من خلال الحوار والمصالحة الوطنية وليس عبر التدخلات المسلحة". وبخصوص الحفل الذي أقيم على شرف المهاجرين من جنوب الصحراء والمهاجرين السوريين والفلسطينيين أكدت بن حبيلس أنه يندرج في إطار الأعمال التضامنية التي يشرف عليها الهلال الأحمر الجزائري لصالح كافة الرعايا الأفارقة والسوريين والفلسطينيين وغيرهم المتواجدين على أرضنا".