صنفت مغارة بني عاد المتواجدة بتلمسان ثاني اكبر مغارة طبيعية في العالم، وهي الأولى والأجمل في شمال إفريقيا، حيث يقصدها سنويا ما يناهز 27 الف سائح، وتتميز بنوازل وصواعد كلسية هائلة تستطيل بسنتيمتر واحد كل مائة عام. من ابرز ما يميز المغارة طولها الذي يتجاوز 750 مترا طولا، وانحادرها الى عمق يقرب 57 مترا، واتساعها لعرض يزيد عن العشرين مترا، مشكّلة بذلك تجاويف وحجرات ذات منحوتات طبيعية، توفر للزائر أريحية أثناء التجوال، عكس بعض المغارات الأخرى الذي يضطر فيها إلى السير داخل الماء في مسارات ضيقة او منخفضة.. ويبلغ طول المغارة الحقيقي 145 كلم، وينطلق من مغارة بومعزة بمنطقة سبدو الواقعة جنوب ولاية تلمسان، وصولا إلى مغارة الحوريات بمنطقة سيدي يحيى بمدينة وجدة المغربية. وكانت قوات الاحتلال الفرنسي في الماضي قد قامت بإغلاق الجزء الأول من المغارة باستعمال ستين مترا مكعبا من الإسمنت المسلح، حينما اكتشف أن مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية يستعملونها لنقل الأسلحة سرا من المغرب اتجاه الجزائر. بعد الاستقلال، فتحت السلطات الجزائرية جزءا من المغارة أمام السياح،يتكون من ثلاث مساحات فسيحة الأولى تسمى بالقاعة الرئيسية، والثانية تسمى ب"قصر الملك"نسبة للاواني الفخارية التي تم العثور عليها هناك. أما القاعة الثالثة، فيطلق عليها اسم "قاعة السيوف" لاحتوائها على عدد هائل من النوازل الكلسية التي تشبه السيوف، وتسمى أيضا ب"قاعة المجاهدين" لأنها كانت مكانا لراحة المجاهدين خلال فترة الثورة الجزائرية. وينتصب بين القاعات الفسيحة للمغارة جدار أبيض ملّون كالرخام يمكن للمرء أن ينقر عليه بعمود خشبي، فتنبعث منه نوتات موسيقية نخالها مضاهية للموسيقى الأندلسية.