لا يرضى أي رجل أن تكون زوجته متفوقة عليه في عملها، والقليل منهم من يدفعن زوجاتهم للنجاح والتقدم، حيث يحرصن دائما أن تكون متفوقة فقط في تربية أبنائها وفي ترتيب منزلها، لأن الرجل ما إن يشعر أن زوجته بدأت تتفوق عليه في عمله حتى تشتعل نار غيرته، وهنا تجد شغله الشاغل هو إيجاد الحجج والبراهين لنجاحها وتفوقها المؤقت الذي لا ينم أبدا عن ذكائها، و مصادرة حقها في مواصلة التعليم أو العمل، في وقت تنتظر فيه الدعم والمساندة من قبل أقاربها الرجال. المستوى الثقافي ضروري في حياة الطرفين من جهته قال المحامي عبد الرحمان:" حين تزوجت لم تكن زوجتي قد أكملت دراستها، وفي السنة الأولى لزواجنا حصلت على الشهادة الجامعية حاملة شهادة في اللغة الاسبانية، أقولها صادقا، إنني أشعر بالفخر والاعتزاز بنجاحها الذي اعتبره نجاحا لي، حيث إنه كان تجسيدا للجهد الذي بذلته في مساعدتها في الحصول عليه، خاصة وأنها قد أضحت مدرسة تتهافت عليها الطالبات ليحصلن ولو على حصة واحدة في الأسبوع منها، إنه لربما لن يكون هذا شعوري لو لم أكن أنا أيضا جامعيا، قد تتملك الزوج الغيرة من نجاح زوجته، وخاصة إذا تفوقت عليه فكريا أو ماديا، إلا أن ذلك ينبغي ألا يكون بأي حال من الأحوال سببا للتعاسة، فالتقارب المستوى الثقافي بين الزوجين ضروري في حياة الأزواج. نجاح المرأة في عملها شرف للزوج والأسرة هذا وأكد الشاب محمد إن نجاح المرأة في عملها شيء مشرف للزوج وللأسرة بصفة عامة، وحسب محمد "ولكني أرى أن هذا النجاح لا بد أن يقابله نجاحا للزوج من الناحية الأخرى، حتى لا يتحول نجاح الزوجة في عملها إلى جحيم في المنزل، فعلى الأزواج الذين يقبلون عمل زوجاتهم أن يتوقعوا نجاحهن وإنجازاتهن في عملهن، ولكن عليهم من الناحية الأخرى أن يواكبوا هذا النجاح في عملهم وأن يزيدوا عليه وهذا في مصلحة الأسرة. متى سيتخلص رجالنا من الازدواجية النفسية وفي هذا الإطار أكدت الأستاذة "فتيحة.ن" متى سيتخلص بعض رجالنا الشرقيين من الازدواجية النفسية التي يرزحون تحت حملها ويأبون الشفاء منها، أن حوادث القتل تلك ليست استثناء من قاعدة، بل هي جزء من قاعدة تعامل بها معظم النساء في مجتمع يعترف بالذكورة على أنها عرف من أعرافه، لقد تشرب مجتمعنا العادات والتقاليد وأصبحت هي الحلال والحرام، لم يدرك بعض الرجال بعد أنهم هم من يحتاجون ليتحرروا من كل ما عبئته تلك العادات في عقولهم، لأننا نحتاجهم أسوياء ومعافون من الأمراض النفسية والاجتماعية لنحيى جميعا نساء ورجالا في مجتمع نظيف بنيناه بروح حضارتنا وعصرنا، لنكون معا جنبا إلى جنب رجل وامرأة نصفا مجتمع واحد، لا سيطرة واحد على الكل. بعض النساء لا يحترمن غيرة الرجل عليهن شاطرتنا الحديث الطالبة هدى: "صراحة أرى من وجهة نظري أن الحق ليس كاملا فقط على الرجل، فبعض النساء في زمننا الحاضر لا يحترمن غيرة وطبيعة الرجل عليهن، فنرى المرأة العربية الناجحة تبدأ بالخروج والدخول وعمل المقابلات والى آخره متناسية تماما الحقوق الزوجية، وتقول" أين هي حريتي". لماذا ننسى دائما أين نحن ومن نحن؟ مثلما ما نطالب بالحق يجب أن نعطيه أيضا، ويأتي الزوج والحياة الزوجية أولا قبل كل شيء. الرجل يكره تفوق المرأة رغم أن التاريخ يسجل تفوق الرجال علميا وعمليا على المرأة "من حيث النسبة"، يوجد كثير من السيدات متفوقات على الرجال من الناحيتين، إلا أن الوضع في الفترات الأخيرة بدأ يتغير ابتداء من إصرار المرأة على حقها في مواصلة التعليم والحصول على أعلى الشهادات وهو ما أدى إلى تأخر بعض الفتيات عن الزواج بهدف عدم تعرقل مسيرتهن التعليمية، فيما استطاعت أخريات من التوفيق بين الدراسة والأسرة مع أزواج متفهمين وحريصين على مساندة زوجاتهم، ليحققن ما يتمنينه من تعلم وعمل. أغلب الرجال لهم نظرة دونية للمرأة قالت الأستاذة سميرة.ه" هنالك بعض النسوة الائي يقمن بأي عمل حتى لو لم يكن ناجحا، يقومون به لإبداء قوتهم في مواجهة ممانعة أزواجهم، وبالتالي فإن أساس الزوجية هو الحب والرحمة، وقد ينقلب إلى البغضاء والشحناء وبالمقابل هناك أزواج قد أصيبوا بمرض نفسي لأنهم في البداية لا يمانعون بعمل زوجاتهم، ولكنهم حين يلحظون تقدمهن عليهم، فإن نفسيتهم تضطرب ويأبون أن يكونوا ضعافا أمام امرأة، وهذا يرجع لأساس التربية والنشأة منذ الصغر، ففي وقتنا الحالي أغلب الرجال لهم نظرة دونية للمرأة. بصريح العبارة الرجل لا يتقبل نجاح زوجته هذا وأكد الشاب عبد اللطيف:" صراحة لا أتقبل أن تكون زوجتي انجح مني على الإطلاق، فزوجتي مكانها بيتها وخدمتي وخدمة أسرتها"، "فالرجل العربي لا يتقبل نجاح زوجته أقولها بصريح العبارة": وهذا الرأي نتيجة تجربتي الحياتية، ولكل رجل أسلوبه في تحطيم نجاح زوجته، قد يستخدم الغيرة أو الضغط الاجتماعي والمادي أو ما يتفتق عنه ذهنه من ابتكارات. الرجل يتقبل نجاح زوجته في حالات معينة فقط وقالت الآنسة رانيا " الرجل يتقبل نجاح زوجته في حالات معينة، إذا عملت الزوجة في مجال خصوص المرأة مثل طبيبة نسائية أو أستاذة أو موظفة في إدارة ، أو وظائف ليس فيها اختلاط وأضواء مثل الأعمال الفنية التي لا يتقبلها العقل الشرقي عادة، فحسب الآنسة رانيا نجاح المرأة مهنيا شيء جيد وأساسي في نجاح وصلاح المجتمعات، ولكن على ألا يكون على حساب نجاحها أسريا، والله الأمثلة كثيرة بهذا الصدد وليس هناك من امرأة ناجحة وظيفيا إلا على حساب أولادها وزوجها، وهذا ما يدفع بالأسرة وبالتالي بالمجتمع إلى الوراء. لم أجد سوى إخوتي الرجال في مساندتي وإعطائي العزيمة في التفوق وحسب الأنسة حياة موظفة في مؤسسة خاصة:" للأسف الشديد إن هناك بعض الأزواج تسيطر عليهم الغيرة العمياء حتى ولو كان الدخل الشهري لزوجته كبيرا وتحتاج إليه الأسرة، ورغم ذلك يرفض عملها ووقوفها بجانبه معتقداً أنه يتصرف برجولة، وصراحة أنا عندما ترقيتي في منصب لم أجد سوى إخوتي الرجال في مساندتي والحرص على التفوق والتقدم دائما، وأنا جد فخورة بهم، لأنهم أعطوني العزيمة في تكملة مشواري المهني وإعطاء الثقة بالنفس.