تمضي ولاية بومرداس بخطي ثابتة نحو كسب رهان القضاء على العطش حيث تم رفع نسبة الربط بشبكة القنوات لأكثر من 97 بالمائة. و سيتم في السنوات القليلة القادمة استكمال ربط باقي سكان الولاية الذي يناهز عددهم أل 900 ألف نسمة بشبكة القنوات بفضل المشاريع التنموية الكبرى التي يجري إنجازها حاليا و بذلك تكون من الولايات السباقة في كسب هذا الرهان. و شتان بين الأمس و اليوم حيث كانت العائلات المستفيدة من هذه المادة الحيوية أثناء الحقبة الاستعمارية حسب عدد من المجاهدين تعد على الأصابع اللهم إلا تلك المحسوبة على المستعمر. و في هذا الشأن أكد عدد أخر من المجاهدين ممن عايشوا هذه الفترة المؤلمة بأن التزود بقطرة ماء ظلت آنذاك مرادفة لشقاء عامة الشعب حيث استغلها المستعمر من أجل مساومة الشعب. بومرداس تتجاوز المعدل الوطني في تزويد المواطن بالمياه الشروب تجاوزت ولاية بومرداس المعدل الوطني في التزود اليومي بمياه الشرب لكل مواطن المقدر ب170 لتر حاليا بفضل المشاريع الكبرى التي استفادت منها بعد الاستقلال و خاصة في السنوات الأخيرة على غرار مشروع تحويل مياه سد تاقسبت من تيزي وزو عبر بومرداس باتجاه العاصمة ومشاريع أخري مست عددا كبيرا من مواطني الولاية. و انعكس هذا التحسن الكبير في التزود بالمياه الشروب كثيرا على مختلف مواطني الولاية حيث ارتفعت الفترة الزمنية للتزود بالمياه في عدد كبير من مدن الولاية إلى 24 ساعة في اليوم دون انقطاع و لفترات أقل بقليل بالقرى و المناطق الجبلية و النائية من الولاية. تحسين نوعية المياه الشروب رهان أخر جار العمل لكسبه و بعد استرجاع السيادة الوطنية شرعت السلطات العمومية شيئا فشيئا في رفع التحدي بمحاربة ظاهرة الندرة و العطش حيث بعدما نجحت إلى اليوم في كسب هذا الرهان تتطلع حاليا إلى تحسين أكثر في النوعية و الخدمات المقدمة في المجال. و تم في هذا الصدد تجديد ورفع طول شبكة قنوات نقل المياه من 120 كلم إبان الحقبة الاستعمارية إلى 2250 كلم حاليا و إنجاز 61 محطة ضخ للمياه بعدما كانت منعدمة في تلك الحقبة المظلمة و إنجاز 300 خزان للمياه بقدرة تتجاوز 111 ألف متر مكعب و حفر 228 بئر و إنجاز 3 محطات تصفية المياه بقدرة تتجاوز أل 500 ألف متر مكعب يوميا. كما تعزز القطاع بعد الاستقلال بخمسة سدود جديدة عوض سد واحد فقط كان موجودا في الفترة الاستعمارية و إنجاز 43 حاجزا مائيا عوض اثنين فقط أنجزتا سنة 1959 لترتفع بفضل ذلك المحيطات المسقية إلى خمسة بعدما لم يكن إلا محيط مسقي واحد أنجز سنة 1939 لتلبية حاجيات المستوطنين. زهاء 800 ألف نسمة تستفيد من مشروع تحويل مياه سد تاقصابت (تيزي وزو) يعد مشروع تحويل مياه سد تاقصابت (تيزي وزو) نحو الجزائر العاصمة مرورا ببومرداس من أهم المشاريع التي استفادت منها الولاية في السنوات الأخيرة حيث يناهز العدد الإجمالي للمستفيدين من هذا التحويل الذي ستسلم مرحلة إنجازه الأخيرة نهاية سنة 2012 أل 800 ألف نسمة. وسيغطي هذا المشروع الضخم الذي شرع في إنجازه سنة 2006 زهاء 35 بالمائة من احتياجات سكان الولاية إلى ما بعد سنة 2030 . و ينتظر أن يزود سكان الولاية عند دخول الشطر الثالث من مشروع التحويل الخدمة بكمية تقدر ب 50 ألف متر مكعب يوميا مما سيسمح برفع الحصة اليومية لكل مواطن و ضمان تدفق المياه دون انقطاع عبر 180 كلم من القنوات و 33 خزانا للمياه و 14 محطة ضخ المياه. ومكنت المرحلة الأولي من هذا المشروع التي سلمت سنة 2008 من تزويد أكثر من 330 ألف نسمة ب 13 بلدية من الولاية و المرحلة الثانية من المشروع التي شرع في استغلالها سنة 2010 تزود أكثر من 200 ألف نسمة بتسعة بلديات من الولاية و المرحلة الثالثة و الأخيرة تهدف إلى تزويد زهاء 200 ألف نسمة بسبعة بلديات. محطة ضخمة لتصفية مياه البحر برأس جنات تعزز التنمية المستدامة للقطاع كما تعزز قطاع الري ببومرداس نهاية سنة 2011 بمحطة ضخمة لتصفية مياه البحر أنجزت بالقرب من ساحل بلدية رأس جنات من شأنها معالجة 100 ألف متر مكعب يوميا لتزويد أكثر من 100 ألف نسمة بستة بلديات و 17 قرية. و سيتم قريبا استكمال أشغال ربط هذه المحطة من خلال مشروع ضخم يكلف 9 مليارات دج بقنوات لنقل المياه التي تنتجها إلى مختلف البلديات من خلال إنجاز زهاء 60 كلم من القنوات و عدد كبير من الخزانات و محطات الضخ . و يتم ربط هذه المحطة التي ستضمن احتياجات زهاء 400 ألف نسمة من المياه إلى سنة 2030 من خلال إنجاز 3 خطوط قنوات رئيسية انطلاقا من المحطة المنتجة و يتجه أولها نحو بلدية برج منايل و قراها و من ثمة يتم ربط الخط ب"قناة تحويل مياه سد تاقسبت" بغرض استعمال مياه المحطة عند انقطاع مياه السد. و من نفس المحطة ينطلق خط القنوات الثاني في اتجاه أعالي بلدية دلس و منها لتزويد سكان كل من بلديات أعفير و دلس و الاتجاه الثالث نحو بلديتي زموري و منطقة الكرمة ببومرداس. و تدعم هذا الربط كذلك بمشروع تكميلي لا تزال الأشغال جارية به ويتضمن تمديد طول القنوات لتشمل 23 قرية أخرى من البلديات المعنية على مسافة 56 كلم و إنجاز 28 خزان مائي. مركب هام للمعالجة بالخروبة و شبكة جديدة لقنوات المياه الشروب بقدارة استفادت ولاية بومرداس في العشرية الأخيرة من مركب هام لمعالجة المياه الصالحة للشرب ببلدية الخروبة و شبكة جديدة و أخرى مجددة لقنوات نقل المياه لبلديتي قدارة و الخروبة. و تم بفضل هذين المشروعين تلبية حاجيات أزيد من 13 ألف نسمة في البلديتين موزعين على أكثر من 10 قرى و مداشر من خلال توفير زهاء 7 ألاف متر مكعب يوميا من المياه بدون انقطاع. و تم إنجاز هذا المركب الأول من حيث أهميته و حجمه بالولاية في إطار الميزانية القطاعية لسنة 2009 بتكلفة إجمالية تجاوزت 300 مليون دج . ويتضمن هذا المركب الهام محطة لمعالجة المياه الصالحة للشرب بقدرة 4.500 متر مكعب يومي و مركب لنظام معالجة المياه و خزانين للمياه بقدرة استيعاب 500 متر مكعب لكل واحد منهما و محطة لضخ المياه بقدرة 200 متر مكعب في الساعة الواحدة. كما يعد مركز معالجة و تطهير المياه ببودواو الذي دخل حيز التشغيل سنة 1987 من أهم المراكز بالولاية حيث يعالج على مستواه مياه سد بني عمران و قدارة و الحميز إضافة إلى مياه سد تاقسبت بقدرة إجمالية تفوق 700 ألف متر مكعب يوميا. و يزود هذا المركز عددا كبيرا من بلديات العاصمة وولاية بومرداس حيث تفوق قدرة تخزينه 100 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب.