رأوا أن تبديل الاسم لا يغيّر المضمون معارضون: جبهة النصرة لا تعبّر عن الشعب السوري انتقدت تيارات سياسية معارضة مَن رحّب وهلل لإعلان الجولاني. وقالوا إن مثقفي الثورة وسياسييها الحقيقيين لم يبدوا أي اهتمام لهذا" باعتباره مجرد كلام وتغيير شكلي من دون المسّ بالمضمون والجوهر". بإيعاز خارجي وأكد المعارض السوري الكردي صلاح بدر الدين أن إعلان الجولاني "كان تكتيكًا سياسيًا مكشوفًا جاء بطلب خارجي، وتحديدًا من بعض المحاور الإقليمية المانحة المعنية بالملف السوري، وليس من تفاعلات داخلية فكرية أو ثقافية من وسط تنظيمه". وأوضح "أن التغييرات الجذرية، إن حصلت، فلن تتم إلا من خلال هزات ومؤتمرات ونقاشات وصراعات وحتى انشقاقات خاصة إذا تعلق الأمر بمنظمات الاسلام السياسي المتطرف عسكرية المنشأ وشمولية الفكر وفاشية الوسائل، مثل منظمات القاعدة وأخواتها". أضاف "لو كان هناك شيء من التبدل في بنية جبهة النصرة وتوجهها السياسي، لكان الجولاني أعلن تخطئة المواقف السابقة والاعتذار من الشعب السوري، والاعتراف بالثورة الوطنية الديموقراطية وأهدافها الواضحة وبالجيش الحر، وبتعددية المجتمع السوري، واحترام مكوناته القومية والدينية والمذهبية، وبالخيار الشعبي في بناء نظامه السياسي المقبل على أنقاض الاستبداد والكفّ عن المواقف المسبقة المشروطة نحو دولة الخلافة أو ما شابهها وبإدانة داعش دينيًا وسياسيًا، ولكن لم يظهر حتى الآن شيء من هذا القبيل". إرهاب النظام وقال إنه من "الواضح للسوريين أن هناك منظمات وجماعات مسلحة تعمل باسم الإسلام، وهي وافدة من الخارج، إما عن طريق النظام وحلفائه الإيرانيين والعراقيين، أو عبر طرق أخرى، لخدمة مخطط النظام في إغراق الثورة بالطابع الديني الإرهابي، ومن بينها منظمات القاعدة، التي خرجت منها النصرة وداعش وتنظيم خراسان، إضافة إلى التنظيمات الشيعية السياسية الآتية من إيران وأفغانستان والعراق ولبنان إلى جانب جماعات غير دينية أوتي بمسلحيها من وراء الحدود للأهداف السابقة نفسها، ولكن لأغراض مختلفة". أضاف مشددًا على أن "كل تلك الجماعات تعتبر غريبة وخارجية ويطالب السوريون إعادتها إلى أماكنها السابقة". أما وأن تجري المحاولات إلى تبديل أرديتها وأغطيتها إلى ألوان وطنية أو نقلها من إطاراتها الأجنبية والعمل على سورنتها، فقال: "فيها ما يقلق من جهة تآمر بعض الجهات على إيجاد بديل من الثورة السورية وجيشها الحر وجماهيرها الوطنية، حتى لو كان من جماعات خارجية لا تمت بصلة إلى الحركة الوطنية الديموقراطية السورية، وهذا يعتبر إجحافًا بحق الوطنيين السوريين ومشاركة مع مخططات النظام في تبديل التركيب الديموغرافي والسياسي". ليست من الثورة هذا وفي السياق عينه رفض تيار الغد السوري ما أعلنته بعض القوى السياسية السورية "بالترحيب والتهليل والتطبيل لتصريحات أبو محمد الجولاني من تغيير اسم جبهة النصرة"، ودعا كل القوى الوطنية إلى مشروع حقيقي جامع. وقال في بيان، إن "إصرار بعض القوى على خداع السوريين بالتأكيد على وطنية القوى المتطرفة وارتباطها بثورة الشعب السوري وتعاميهم عن سجونها واستبدادها الديني وإجبارها للناس على الالتزام بأفكارها ومشروعها الجهادي العالمي هو أمر لا يعبّر عن الشعب السوري ولا عن ثورته الحية". وأكد منذر آقبيق الناطق الرسمي باسم التيار :إن تيار الغد" لا يعتبر إعلان الجولاني تطورًا ذا أهمية، لأن المرجعية الفكرية للتنظيم ما زالت متطرفة، ورهاناته السياسية على نقيض ثورة الحرية والكرامة والمساواة". ورأى أن النصرة وغيرها من التنظيمات المتطرفة "ابتلعت الكثير من منجزات الثورة السورية وتضحيات الشعب السوري". ثقافة التكفير واعتبر البيان "أن هذه القوى المهللة للقاعدة تقول عن نفسها إنها جزء من ثورة الشعب السوري، وقيادته يرمون خلف ظهورهم تأويلات متعددة، وهم يعرفون تمامًا ما فعلته جبهة النصرة وأخواتها، منذ ظهورها وحتى هذه اللحظة بأنها لم ترفع يومًا شعارًا من شعارات الثورة السورية، وهي تقول وتنشر علنًا في المناطق التي تسيطر عليها: إن الديمقراطية كفر، والدولة المدنية كفر، والانتخابات كفر، والتعددية كفر وحقوق الإنسان كفر، وكلمة ثورة كفر، وكذلك كلمة جيش حر تظاهرات كفر، والكفر عقوبته القتل في نهجها". وأشار البيان إلى "أن جبهة النصرة تجاهر بأنها مشروع قاعدة منفصل عن الثورة السورية وأسبابها وشعاراتها وأهدافها، وأنها تعمل لتحقيق مشروع القاعدة بكل أهدافه، وهذا ما أكده الجولاني بأنه هو وجبهته مستمرون في جهادهم لإقامة شرع الله في سوريا، ولم يكتفِ بذلك، بل دعا كل الفصائل العسكرية إلى التوحد على برنامجه". ولفت الى أنه "بهذا يريد تجيير كل تضحيات الشعب السوري لأهداف جبهته الخاصة بجلدها الجديد، وهذا سيؤكد إدعاء جزار سوريا بأنه الوحيد الحامي للديمقراطية والعلمانية والتعددية وحقوق الإنسان، وأنه يحارب في سوريا الإرهاب الدولي ليحمي العالم من جرائمه، وهذا ما أخذ يصدقه الكثير من دول العالم، بعد تكاثر العمليات الإرهابية في أوروبا". الموافقون معتدون كما رفضت المنظمة الأثورية الديمقراطية والأيزيدية والتركمانية وتيار بناء الدولة رفضًا قاطعًا التعامل مع "جبهة فتح الشام"، وهو الاسم الجديد لجبهة النصرة "على أنها جهة سياسية سورية"، وأكدوا أنها مجرد "جماعة جهادية إرهابية توالي تنظيم القاعدة، وتسير في ركبها وبمباركتها". كما اعتبر تيار بناء الدولة أن كل جهة سورية أو دولية تبارك هذا التنظيم أو تتعامل معه على أنه من بنية النسيج السوري هي "جهة تعتدي بشكل صريح على وطننا السوري بإقحام جماعة قاتلة داخل بنيته الاجتماعية". ووعد بمواجهة "هذا التنظيم وجميع التنظيمات المماثلة التي تدعو إلى أي تفريق أو تمييز بين السوريين على أساس الدين أو العرق أو الطائفة أو الجنس، ولو كان ذلك بذريعة مواجهة النظام الاستبدادي". كما أكد ذلك معارضون ينتمون إلى منصة القاهرة، مثل الفنان جمال سليمان والدبلوماسي المنشق جهاد مقد