كثير ما يقع الآباء في أخطاء تربوية عديدة لها تبعاتها السلبية على الأسرة والابناء معا ومن تلك الأخطاء الشائعة وربما غير المقصودة من قبل الآباء هي تفرقتهم او التمييز وعدم العدل بين الأبناء وتفضيل أحدهم على الآخر الأمر الذي يوقع الأبناء في مشاكل كثيرة وله آثاره النفسية المدمرة التي تنمو معهم حتى الكبر. هذا التمييز اللفظي أو السلوكي بين الأبناء أشبه بتقريب النار من الزيت الذي سريعا ما تشعل نار الغيرة والكراهية بين الاشقاء وتولد لديهم مشاعر غير محمودة تقودهم نحو الضياع وتفقدهم الثقة بأنفسهم وتسبب شرخا في نفسيتهم من الصعب ترميمه مع الوقت.. ظلم للأبناء في حد ذاته يعتقد الأولياء أن لهم الحق في التمييز بين الطفل المجتهد وغيره، أو بين الطفل المؤدب والمطيع لهم وآخر لا ينصاع لهم، فيما يعتبر الخبراء هذا التمييز يعتبر ظلم لهم قبل كل شيئ، أب عادل، يعتقد جازما بأن التفرقة بين الابناء تضر بهم حيث يلاحظ ان الكثير من الآباء يهتمون بالطفل الأول ويهملون البقية او الطفل الأخير وهكذا مما يبث روح الغرور لدى الطفل المفضل على حساب اشقائه الذين بدورهم يشعرون بالغيرة والغضب وربما تقودهم نحو كراهية شقيقهم بسبب سلوك الآباء ، ويواصل لذلك على الاباء العدل دائما بين الابناء من دون تميز طفل على آخر انما معاملتهم بعدل من دون تعرض احدهم للإهمال او المبالغة في الاهتمام كي لا يصيبوا الأبناء بحالات نفسية مختلفة نتيجة سلوك التمييز بينهم الامر الذي قد يؤثر على سلوكهم ومستقبلهم أيضا وهذا جانب مهم جدا وخطير يجب عدم التهاون به. بينما توضح دلال ،43سنة، ان بعض الآباء يفضلون الطفل حسب جنسه خاصة اذا كان ولدا وحيدا بين اخواته البنات أو العكس من ذلك حيث يضعون لهذا الطفل مكانة خاصة فقط لإنه بنت أو ولد بين أخوة مختلفين الجنس فيحظى بالتفضيل او التميز، منوها الى ضرورة معاملة الابناء سواسية بنفس الطريقة من تفضيل احدهم حسب الجنس او الشكل أو الشخصية أو غيرها من الأمور. طريق نحو الغيرة والحسد ويقود التمييز بين الأبناء الى علاقة سلبية مع بعضهم حيث مشاعر الكره والغيرة والحسد، لذلك يجب ان يتربى الاخوة على المحبة والاهتمام الواحد كي يشعرون بروح واحدة وبمساواه في المعاملة وبالتالي تكون نشأتهم صحية ولا تنتقل المشاعر السلبية معهم في المستقبل وتشعرهم بالحقد تجاه اي شخص مفضل في العمل او المدرسة الأمر الذي قد يصل لحد الشجار والعنف وتجريح الآخرين». مختصون: تأثير التفرقة النفسي يلازم الطفل طوال حياته ومن جانب نفسي يجد خبراء النفس بأن المساواة بين الابناء يجب ان تتسم بالدقة في كل شيء بدءا بطريقة الكلام والمعاملة وغيرها من الأمور اذ يجب على الآباء الحرص كثيرا لتحقيق العدالة بين الابناء في تقديم الهدايا والاهتمام ومشاركتهم جميعا نفس الرعاية والاهتمام. ويؤكد خبراء النفس يإنه يجب عدم المقارنة بين الابناء في الذكاء والقدرات العقلية او القوة العضلية والمهارة الحركية ويجب أيضا عدم المقارنة في الجمال بين البنات فإن اسلوب التفضيل يسبب صدمة للأبناء ويولد لديهم انكسارا كبيرا وعدم ثقة في النفس وإلى الانكماش والعزلة والانطواء والى النزاع والاصطدام والشجار بين الاخوا، ويعلقون بأن التمييز بين الابناء يؤثر سلبا على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون بالحقد والحسد أن يأخذ دون أن يعطي ويحب أن يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى إلا ذاته فقط والآخرون لا يهمونه وينتج عن ذلك شخصية تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها. كما تعد التفرقة في معاملة الأبناء من أكثر المشاكل التي تؤثر سلبا في صحة الطفل النفسية، والتي قد تلازمه طوال حياته، وعلى الآباء أن يعوا بأنّ محبة طفل أكثر من الآخر والإفراط في تدليله، وإظهار العواطف بشكل ملاحظ قد تفرز نتائج سلبية وخيمة على الطرفين، حيث تظهر وتنمو مشاعر الحقد والكراهية في الأسرة الواحدة، خاصة بين الإخوة، والتي تمتد نتائجها المدمرة على المدى البعيد لصحة الطفل النفسية، وقد تمتد معه هذه المشاعر وتعلق بذاكرته لتصل إلى مراحل ما بعد الطفولة، كما ما يترك آثارا عميقة في نفوسهم، فيصبحون على المدى البعيد آباء يعيدون نفس الكرة على أبنائهم، ويشعر الطفل بالغبن والكراهية والانطواء والعدوانية، وتمتد هذه الآثار السلبية للطفل المفضل حيث تبرز عنده مشاعر الأنانية وحب الذات والتسلط والاعتماد على الآخرين، وهؤلاء الأطفال معرضون أكثر من غيرهم للانخراط في العادات السيئة عند بلوغهم فترة المراهقة، مثل التدخين أو شرب الكحول أو إدمان المخدرات، ويمكن أن يتورطوا في نشاطات إجرامية مثل السرقة وغيره.