*- أتدرّب حاليا على الأمازيغية برائعة "أفافا ينوفا" *- اللغة العربية جميلة ولابد أن تكون متاحة للجميع *- ألبوم "رسالة" متنوع وبه أغنية بلسان الأطفال هي مغنية فرنسية، وجدت في موهبتها فرصة للغناء بلغات مختلفة، فبعد الفرنسية، الإسبانية، الانجليزية، هاهي اليوم تُضيف اللغة العربية إلى دواوينها. هي أمري صورال، من الجنوب الفرنسي، استقبلتنا الأربعاء الماضي بوجهها البشوش في مكتب المناجير الخاص بها لتحدّثنا عن نفسها وعن مشاريعها. حاورتها: زينة بن سعيد تزور أمري صورال، الجزائر منذ سنوات، ولحبها للغة العربية، اقترحت على نفسها إطلاق ألبوم خاص باللغة العربية، وهنا لا نقصد الفصحى بشكلها الدقيق، وفي هذه الزيارة تم تسجيل وتوزيع ألبومها "رسالة". "الجزائر الجديدة" حاورتها وكانت لها دردشة ظريفة معها، في جو مليء بالفرح والأحلام والسلام. *- كيف قادتك الرياح إلى الجزائر؟ ومنذ متى؟ تبتسم وتلقي التحية وتقول، أنا أمري صورال وهو اسم مقلوب لاسمي "ماري"، وأزور الجزائر منذ سنة 2013، وقد حضرت منذ أول وهلة من أجل عرض نماذجي الموسيقية في الصحافة، وبهذه الطريقة تعرفت آنذاك على شريف أو كمال وهو حاليا مناجيري الخاص وتفاهمنا على الأهداف التي أردت تحقيقها لذلك قررنا العمل معا، خاصة من أجل التزام الأغنيات لأن الأمر يتعلق بأنني فرنسية بالمائة بالمائة، وكذا أول فرنسية تغني بالعربية، فالقول بأنك فرنسي وتغني بالعربية أمر ليس سهلا وأنا فخورة بذلك. *- كيف انجذبتِ نحو اللغة العربية؟ أحب اللغة العربية قبل القدوم إلى الجزائر، وهي لغة جميلة وتستحق أن تكون متاحة للجميع، وأحببت الخطوة التي قمت بها عندما اخترتها كإضافة للغات التي أغني بها. *- كيف تقيّمين مسارك الفني؟ أنا مؤلفة أغاني، ملحنة ومترجمة، أعزف على آلة الكمان والبيانو، ألبومي الأول بالفرنسية وقد جاب أوروبا، حيث أقمت حفلات كثيرة، وبعد هذه التجربة قررت إدخال اللغة العربية أثناء عروضي. *- ماهي الأغنية العربية التي تأثرتِ بها؟ عند العرب، أعتقد أن الفنانة اللبنانيّة فيروز هي أيقونة الغناء العربي، وهي المرجَع كذلك لديها كاريزما وحضور قوي بالإضافة إلى صوتها الأخاذ وكلمات أغانيها، وأحبُ أغنية لي هي "حبيتك بالصيف"، أغنية أثرت بي كثيرا. *- من هو الفنان الجزائري الذي ترغبين في أغنية مشتركة معه؟ تضحك وتجيب، ربما سيكون الأمر مفاجأة، لكنني أرغب في أغنية مشتركة مع الفنان القبائلي كمال حمادي، فمن جهة أرغب في لغة أخرى في مساري الفني، بحيث أنني أغني باللغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية، وكذلك العربية، والآن أرغب في إدخال اللغة الأمازيغية. الأمر سيضيف تنوّعا كما سيضيف أصالة أيضا. *- هل بدأتِ في التدرب على الأغاني باللغة الأمازيغية؟ نعم، فقد تعلمت أغنية لنورة زوجة جمال حمادي، وكذا أغنية للفنانة القبائلية كريمة وهي "أيما ثاسا"، بالإضافة إلى رائعة "أفافا ينوفا" للفنان القبائلي إيدير، في انتظار ما سيقترحه عليّ كمال حمادي الذي التقيه كثيرا في باريس. *- أن تكوني مغنية، هو حلم حققتِه أم صدفة؟ نعم، الغناء هو حلمي منذ الطفولة، غير أنني لم أمارسه حينها لأنني توجّهت لأمور أخرى على غرار دراستي التي كانت في المجال الطبي، بحيث أشغل وظيفة ممرّضة متمكنة منذ 15 سنة، بالتالي حاليا أجمع بين مهنتين أحبّهما. *- ماذا تسمعين حاليا؟ تفكّر قليلا وتضحك، أوووو حاليا أسمع الأغنية الفرنسية بشكل عام، لا فنان محدد بل كل ما يمرّ، لكن هناك من الأغاني التي استوقفتني كالأغنية المشتركة بين جولي زيناتي وشيمان بادي بعنوان "زينة" والتي أطلقت مؤخرا في السوق. *- كيف يمكنكِ تقييم أغانيك؟ بصراحة، لا يمكنني تقييمها، الجمهور هو من يفعل ذلك، وأفضّل ذلك حتى أعرف المستوى الذي وصلت إليه، الإعلام يلقّبتي "فيروز الفرنسية"، لكن إذا ما أردت تقييم غنائي وموسيقاي بشكل عام، فسأقول أنها أغاني ترتكز أساسا على الكلمات، أغاني هادئة تدعو للتمعن، فجمهوري يسمع أكثر مما يرقص، حتى وإن كانت هناك عروض ستكون هناك بالمقابل مقاطع حية وذات معاني. *- الكلمات أهم ما يميز الأغاني، فقدناها أم لا؟ صحيح، الموسيقى أصبحت منتوجا استهلاكيا، في فرنسا كذلك، فالمشكل عالمي، لكن هناك فنانون أوفياء للكلمة التي تقدم رسالة ما وأعتقد أنني أنتمي إليهم، فقد لاحظ الكثير من الموسيقيين والفنانين أنني قدمت شيئا جديدا ومختلفا، وشيئا خاصا بي ويعبّر عني. *- هل تعتبرين الحب مزيجا من التناقضات؟ لديّ أغاني كثيرة عن الحب، لا يمكن تجاهله لأنه الأساس، فبقدر ماهو رائع، هو أيضا صعب ومؤلم ومريع، يكون جميلا عندما يكون مشترَكا ومفهوما لدى الطرفين وكذا أن يكون ثنائيا مُعاشا بشكل حقيقي، ولكنه يكون مريعا أيضا لأن فيه من الارتباك ما يجعله كذلك. *- تفهمين اللغة العربية الفصحى أم اللهجة الجزائرية؟ أفهم اللهجة الجزائرية بشكل جيد جدا، فأنا آتي إلى هنا منذ قرابة الخمس سنوات، إلا أنني لا أستطيع الرد بحيث لم أتمكن بعد من تكوين الجمل. *- قدمتِ إلى الجزائر من أجل ألبوم "رسالة"، فكيف سارت الأمور؟ هو ألبوم يضم إحدا عشر أغنية بالعربية، استغرقنا في تحضيره كما تستغرق أم لإنجاب طفل أي تسعة أشهر، تضحك. *- بشأن الكلمات، هل أنت من كتبها؟ نعم أنا كتبت كلمات ألبوم "رسالة" بالإضافة إلى الأغاني الأخرى وباللغات التي أغنيها، ما أفعله هو أنني أكتب الأغنية بالفرنسية بعدها أترجمها للعربية بالتعاون مع المترجم، وهناك بعض الأغاني كتبناها مباشرة فقد كنت أطرح أفكاري والمترجم يكتبها مباشرة، فالترجمة أساسية في نقل الأغاني من لغة إلى أخرى. *- أغنية "دعوة سلام" تؤديها مع الأطفال، لماذا؟ هي الأغنية الأساسية بالألبوم، بالإضافة إلى أغاني أخرى عن الحب، و"دعوة سلام" كانت من خلال الأطفال لأنهم بذرات السلام، لكنهم باستطاعتهم في نفس الوقت أن يكونوا بذرات للعنف والحرب، لذلك أستغلّ هويتي الفنية من أجل تنظيم ورشات لممارسة السلام. تتوقف لتضيف، لكن هذه الأغنية هي موجهة للكبار أيضا، فبرأيي تقعُ على كل واحد منا مسؤولية من نوع ما، بالتالي هذه رسالة عالمية، وهناك من الفنانين وغير الفنانين الذين اختاروا طريق السلام للمضي قدما. *- هل زرت دول عربية أخرى؟ نعم زرت تونس، لكن ذلك كان قبل الربيع العربي وقد أعجبتني، لكن حاليا لا أعرف كيف أصبحت بعد كل تلك الأحداث، كما زرت المغرب أيضا منذ سنوات، وأعتقد أن الدول العربية تتطور بشكل سريع. *- وكيف زياراتك إلى الجزائر؟ حاليا أعمل مع المناجير الخاص بي، وهو مدير يومية "الصومام" بالفرنسية، بحيث لدي زاوية أكتب فيها كل أسبوع وهي عبارة عن نصائح في مختلف المواضيع، وقد كونت أنا وشريف فريقا وإرادة، واتفقنا على خط عمل مشترك. *- هل فكرتِ في حفل فني بالجزائر؟ لم نفكر قبل هذه اللحظة، فانشغالنا كان بتسجيل ألبوم "رسالة" الذي كان في الجزائر قبل أشهر مع موسيقيين جزائريين، والألبوم حاليا في السوق الجزائرية منذ ثلاثة أسابيع، بقسنطينة، تيزي وزو، الجزائر العاصمة ووهران وقد تحصلنا على عائدات جيدة. تضيف، ومن أجل الحفل سيهتم شريف بذلك أكيد، فالأمر يحتاج أيضا إلى تحضيرات.