يرفع، اليوم المهرجان الوطني لمسرح الهواة لمدينة مستغانم ستار دورته الخمسين، في أجواء إحتفالية تتزامن مع مرور نصف قرن على تنظيم هذا الأخير الذي يعتبر أحد أعرق التظاهرات الثقافية في الجزائر المستقلة والعالم العربي وإفريقيا من سنة 1967 من قبل المرحوم سي الجيلالي بن عبد الحليم رفقة فوج الفلاح للكشافة الإسلامية الجزائرية. وسهرت محافظة المهرجان برئاسة محمد نواري على تنظيم برنامج ثري يمتد على مدار أسبوع ابتداء من اليوم وإلى غاية 19 من جويلية الجاري، حيث يشمل عروض مسرحية ضمن المسابقة الرسمية وعروض خارج المسابقة بمشاركة فرق محلية وأخرى أجنبية على غرار فرنسا، إسبانيا وتونس. وسيتضمن المهرجان، ندوات فكرية حول مسيرة مهرجان مسرح الهواة على مدار يومين ينشطها أعضاء مؤسسين وأساتذة جامعيين ومخرجين مسرحيين على غرار الناقد المسرحي والأستاذ الجامعي أحمد شنيقي، الممثل عبد الله حملاوي والإعلامي كمال بن ديمراد، بوزيان بن عاشور ومجموعة من قدماء المؤسسين ورؤساء سابقين للمهرجان. كما تم برمجت ندوة ثقافية تتمحور حول مسرح الهواة في دولة فلسطين في إطار فعاليات يوم تضامني مع القضية الفلسطينية حيث من المنتظر أن ينشط الندوة الأكاديمي الفلسطيني عضو هيئة المسرح العربي، نادر القنة إلى جانب عرض تجارب مسرح الهواة في دول مثل تونس و فرنسا و إسبانيا ينشطها أعضاء الفرق الأجنبية المشاركة على هامش فعاليات الدورة الخمسين. من جانبه كشف المدير الفني للدورة الخمسين محمد بودان، أن الدورة الخمسين لفعاليات المهرجان الوطني لمسرح الهواة، ضمت خمسة أعضاء في لجنة تحكيم، حيث تضم كل من الناقد المسرحي والأكاديمي المغربي عبد الرحمن بن زيدان المعروف بإسهاماته الجادة في مجال الكتابات النقدية للمسرح العربي عموما والمغربي على وجه الخصوص، كما سيكون ضمن أعضاء اللجنة الأكاديمي الفلسطيني عضو الهيئة العربية للمسرح نادر القنة إلى جانب أعضاء من الجزائر على غرار المسرحي عبد الحميد حباطي من مسرح قسنطينة والسينوغراف مراد بوشهير والكاتب شارف بركاني. وقال محافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة، محمد نواري، أن الدورة الخمسين، ستشهد تكريم عدد من أعمدة المسرح الجزائريين إلى جانب عدد من المؤسسين في سياق العمل على ترسيخ ذاكرة المهرجان تماشيا مع توجهات المحافظة في ترسيخ هذا التقليد، حيث سبق وأن نظمت المحافظة عددا من الوقفات التكريمية على مستوى عدد من المدن منها مدينة مليانة سيدي بلعباس وقسنطينة، على هامش المهرجانات الجهوية التصفوية التي إحتضنتها مدن بودواو بالنسبة لفرق الوسط، والأغواط وورقلة بالنسبة لفرق الجنوب، ومعسكر ومستغانم لمدن لفرق الجهة الغربية، حيث شهدت التصفيات مشاركة حوالي 50 فرقة، تمكنت من خلال هذه المهرجانات الجهوية، لجنة التحكيم برئاسة الفنان محمد أدار، المخرج المسرحي لطفي بن سبع ومحمد سبات والأستاذ الجامعي زرزور طبال، من إختيار 10 فرق للمشاركة في المسابقة الرسمية بالإضافة إلى خمسة فرق مدعوة لتنشيط المحيط رفقة ثلاثة فرق أجنبية. ويتولى الفنان الموسيقار محمد الشيخ أمين رفقة السيونغراف علي حزاتي وبمساعدة الممثل عبد القادر بلمحمد، إخراج عرض الإفتتاح، وهو عبارة عن تركيب مسرحي تحت عنوان "الياقوتة"، حيث تستنطق مشاهد العرض طيلة 50 دقيقة من الزمن الركحي، ذاكرة المهرجان منذ تاريخ تأسيه سنة 1967 من طرف فوج الفلاح التابع للكشافة الإسلامية الجزائرية بمبادرة من المرحوم سي الجيلالي بن عبد الحليم، وقد إختار المخرج الطابع الغنائي الإستعراضي من خلال الإعتماد على مقاطع من الشعر الملحون للشاعر عبد القادر عرابي وبحضور فرقة صوتية وموسيقية. وبرمجت محافظة المهرجان يومي 14 و15 جويلية ندوة فكرية تحت عنوان "مسيرة مهرجان مسرح الهواة" تهتم محاورها بجوانب تاريخية وفنية للمهرجان على غرار إسهامات مهرجان مسرح الهواة في الممارسة المسرحية، علاقة المهرجان بالجمهور،الجوانب التنظيمية والهيكلية للمهرجان، إستراتجيات التنظيمية للمهرجان، رهانات تحسين مستوى المهرجان إلى مصاف المهرجانات الدولية، إلى جانب تحديد قانون جديد للمهرجان. وكان وزير الثقافة عزالدين ميهوبي، قد أعطى وعودا لمحافظ مهرجان مسرح الهواة محمد نواري في آخر لقاء جمعهما بمقر الوزارة، بمراجعة الميزانية التي خصصتها الوزارة للطبعة الخمسين لمهرجان مسرح والمقدرة بنحو 500 مليون سنتيم على خلفية سياسة التقشف التي أقرتها وزارة الثقافة من خلال تقليص ميزانيات عدد من التظاهرات الثقافية. وقدم محافظ مهرجان مسرح الهواة في لقائه مع الوزير، تقريرا مفصلا عن أهم محاور الطبعة الخمسين التي يتم إحياؤها في ضوء إقرار "مستغانم عاصمة للمسرح" تحتضن على مدار سنة كاملة، أسابيع مسرحية، وندوات، تكريمات، فضلا عن إستضافة المهرجان لفرق أجنبية من فرنسا وإسبانيا وتونس، فضلا عن برمجة يوم خاص بالمسرح الفلسطيني. وفي سياق التدابير المالية الواجب توفرها بهدف إنجاح الدورة الخمسين التي ستشهد مشاركة 20 فرقة مسرحية بينها 10 فرق ستتنافس على جوائز المهرجان ضمن المسابقة الرسمية، أكد والي ولاية مستغانم عبد الوحيد طمار، دعمه للتظاهرة من خلال توفير مساهمة مالية محترمة حيث وافق المجلس الشعبي البلدي على منح المهرجان حوالي 500 مليون سنتيم.