*- مدائح وقصائد شعبية وفق النغمة البشارية أحيت فرقة "الفردة " البشارية الشهيرة حفلا كبيرا، ونشطت لوحدها على مدار ساعتين أطوار الليلة الخامسة من سهرات رمضان بقاعة الموقار وسط العاصمة الجزائر. حفل حضره جمهور مقبول من محبي المديح والقصائد وفق النغمة البشارية. وعرفت السهرة توافدا كبيرا للعائلات الجزائرية التي تعودت على إيقاعات موسيقى القمبري والغناء الصوفي الروحاني النابع من عمق التراث الصحراوي الأصيل، هذه الفرقة العريقة التي عودت جمهور العاصمة خلال كل شهر رمضان من كل عام تقديم أحسن ما لديها من مديح وغناء شعبي بلمسة بشارية، تبقى وفية لأدائها الذي يعرف إطرادا في المستوى الفني الادائي. وحسب المتحدث باسم الفرقة حسين زايدي وهو عازف متميز كما زملائه التسع في الفرقة، على البانجو وعلى آلة "السوسان" التي هي آلة تقليدية من المنطقة البشارية، تتألف في العادة من ثلاثة أوتار وقد تحمل أربعا عند العزف وإنشاد القصائد، وقد شكر بالمناسبة الديوان الوطني للثقافة والإعلام على الدعوة وكرم الضيافة، وقال بأن سهرة الموقار هذه هي أول حفل للفرقة في شهر الصيام، يليها حفل أخر يقام في قصر الثقافة، وتختتم الرحلة في اليوم الموالي بوهران بقاعة السعادة، كما أن هناك برنامجا خاصا بمدينة بشار. ويعد زايدي كاتبا أيضا صدرت له المجموعة القصصية "قصص من عندنا" بالفرنسية عن دار "النظر" للنشر، تضمّ بين حناياها قصصا ست، وهي، الرجل الذي استنطق الأشجار، حمدان وجمعة، المرآة، العار، مملكة المنجّمين، الصالون. وهي قصص تستمد معينها وروحها من حكايات شعبية متداولة في منطقة الجنوب الغربي الجزائري، استطاع حسين زايدي أن يوظفها سرديا، ويسقطها ببراعة فنية على الواقع الاجتماعي المحلي. قال زايدي أن في البرنامج قصائد ثراتية بالتوسلات والمدح وبقصائد يا كريم الكرماء، قول كنزي كيف نواسي وقصيدة "سيدي بوزيان". قدمت الفردة أجمل الأغاني التي عودت بها جمهورها منذ أن برزت على الساحة الفنية الجزائرية على غرار "يا كريم الكرما"، مرورا بأغنية "غزال فاطمة" و"يا أهل الزماني" و"سولت" وانتهاء برائعة "ياشيخ بن بوزيان" المهداة إلى شيخ وولي المنطقة، كما قدمت الفرقة أغاني أخرى من ألبومها الجديد. وقد سبق للفرقة أن أحيت حفلا منذ فترة بباريس بمناسبة المولد النبوي الشريف، نظير دعوة من بلدية بباريس، كما كان لها حفل أخر بالمركز الثقافي الجزائري، والجمهور المغترب الذي فاجأ الفرقة –يقول حسين زايدي- بإقباله وكان يضم جالية المغرب العربي من تونس والمغرب والجزائر طبعا. موسيقانا يكرر –زايدي في حديثه للجزائر الجديدة- بغض النظر عن اللغة يفهمها الجميع ويتجاوب معها. أدت هذه الفرقة التي تضم تسعة رجال جماعيا ويلمس المتتبع الصدقية في الأداء والاعتناء في ايصال الألحان والأنغام وعيش اللحظة المغناة، وزاد من جمال الحفل الطريقة التداولية في غناء وأداء أبيات القصيدة. ومع القمبري والتنويع قصة أخرى، على غرار الخلفية الصورية التي تبدي الصحراء وصورة الحادي والجمال، وما يميز الفرقة هو اللحظة التي يضع فيها كل العازفين الآلات الموسيقية جانبا عند اقتراب نهاية الأغنية، ليعتمد المؤدون على آلة الفردة للعزف على أنغام القباحي وهو طابع فريد من نوعه، خاص بمنطقة قنادسة البشارية. وتبقى أغنية "سيدي بن بوزيان" تبرّكا بالوليّ الصالح. يقول مطلعها "ويالشيخ بن بوزيان، أنا في عارك راني، غيثني تتفاجى المحن، يا طب كناني، ما عندي ولي بلا انت غيرك يا سلطان، وأنت سيدي وشيخي يا بن بوزيان" هي قمة الاداء بصوت مغني الفرقة الشهير. ولمن فاته حضور حفل الموقار بامكانه حضور حفل قصر الثقافة هذا المساء في العاشرة والنصف مساء.