تدرس كتل المعارضة تبني موقفا موحد فيما بينها للتعامل مع التطورات الحاصلة بالغرفة السفلى للبرلمان، المتخمضة عن الأزمة التي تسببت كتل الموالاة في إحداثها منذ قرابة شهر، والتي انتهت في النهاية على تنفيذ انقلاب بعد ثلاثة أيام م احتجاجات واعتصام للنواب أمام مبنى البرلمان مع غلق أبواب المجلس بالسلاسل لمنع رئيس هذه الهيئة السعيد بوحجة من دخول قبة البرلمان والحيلولة دون مواصلة مهامه، وهو الانقلاب الذي أدانته كتل المعارضة ووصفته ب « اختطاف « كتل الموالاة لهيئة دستورية . وقال رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم، احمد صادوق، في تصريح ل « الجزائر الجديدة» إن «ما قامت به كتل الموالاة في حق السعيد بوحجة هو انقلاب متبوع باختطاف لهيئة دستورية في سابقة فريدة من نوعها في الجزائر». وأضاف أن « كتل الموالاة تتحمل لوحدها مسؤولية ما قد تتولد عن فعلتهم اللامسؤولة والتي قد تفتح الباب أمام الفوضى». واستنادا لرئيس كتلة « حمس « ، فان الجلسة العلنية التي يعتزم خصوم بوحجة عقدها هذا الأسبوع لانتخاب وتنصيب رئيس جديد خلفا لبوحجة، تعني فقط كتل الموالاة، فيما كتل المعارضة غير معنية بهذه الجلسة وما يترتب عنها، وذكر أن كتلة حركة مجتمع السلم لن تحضر الجلسة. وأعرب نفس المتحدث عن تذمره وامتعاضه من لجوء نواب الموالاة الى غلق أبواب البرلمان ومنع رئيسه من دخوله لمواصلة مهامها، واعتبر هذا التصرف لا يشرف صورة البرلمان سواء في الداخل او في الخارج . وشبه احمد صادوق احتجاج واعتصام كتل الموالاة وخاصة نواب الافلان، بقيام مناضلي الحزب العتيد في مختلف مناطق البلاد بغلق مقرات قسمات نفس الحزب، وهو التصرف الذي نقله نواب هذا الأخير إلى قبة البرلمان، أمام مبنى المجلس. الموقف نفسه، عبر عنه البرلماني عن حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، عثمان معزوز، قائلا إن « النسبة المحدودة من المصداقية التي كان يتمتع بها المجلس الشعبي الوطني قبل نحو شهر قد اهتزت وقضى عليها نواب الموالاة الذين افرز تهم التشريعيات الأخيرة المزورة» وذكر أن نواب « الارسيدي « لن يحضروا الجلسة المذكورة ولن يكونوا طرفا في تكريس الرداءة وفتح أبواب الانقلابات على مصراعيها بمختلف مؤسسات الدولة . خيار مقاطعة الجلسة العلنية المشار إليها بالمجلس الشعبي الوطني المجمدة نشاطاته منذ نحو شهر من قبل كتل الموالاة، تبنته كتلة تحالف النهضة والعدالة والبناء، على لسان النائب لخضر بن خلاف، الذي اعتبر في حديث ل « الجزائر الجديدة» تنفيذ كتل الموالاة للانقلاب على رئيس الهيئة التشريعية السعيد بوحجة مهزلة أخرى تضاف إلى سلسلة المهازل التي تتفنن الموالاة في تجسيدها وبلورتها، وقال « إننا في كتلة تحالف النهضة والعدالة والبناء نعتبر ما بني على باطل فهو باطل « ، وأضاف، إن حل البرلمان هو الأنسب لتجاوز هذا الوضع، وذكر أن كتل الموالاة لم تحسب خلال قيامها بتجميد نشاطات المجلس ثم احتجاجها على عدم استقالة بوحجة من منصبه وصولا الى عزله بطريقة غير دستورية وغير قانونية للتداعيات التي قد تنجر عن فعلتها السالف ذكرها . في نفس السياق، يرتقب أن يعقد حزب جبهة المستقبل اجتماع الدراسة المستجدات المتولدة عن قيام كتل الموالاة بعزل رئيس المجلس الشعبي الوطني، وتحديد موقف الحزب من ذلك، وكذا اتخاذ تدابير عملية لتعامل كتلة الحزب بالهيئة السفلى للبرلمان مع هذه المعطيات، وذكر رئيس كتلة جبهة المستقبل إن القيادة السياسية للحزب قد دعت نواب كتلتها في البرلمان الى اجتماع طارئ لمناقشة التطورات السالفة الذكر وكيفية التعامل معها .