فحسب شهادات بعض القاطنين بالحي، فإنهم يتخبطون في معاناة لا متناهية، منذ أكثر من 30 سنة، بسبب وضعية تلك البيوت القصديرية، مشيرين إلى أنهم سئموا من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ سنوات عديدة في سكنات لا تصلح للعيش الكريم، إضافة إلى انعدامها للعديد من الضروريات العيش الكريم. وتذمر المشتكون من تماطل السلطات في إعادة إسكانهم، على الرغم من أن الأوضاع الحالية باتت تهدد صحتهم وصحة أبنائهم، بدليل استفحال مختلف الأمراض الصدرية والتنفسية كالحساسية والربو وغيرها، بسبب الرطوبة الشديدة، غير أن المصالح الولائية وحتى المحلية لم تبرمجهم لحد الساعة من أجل ترحيلهم مثلهم مثل آلاف العائلات التي استفادت من شقق لائقة في إطار عمليات الترحيل، التي مست العديد من الأحياء القصديرية بالعاصمة، مشيرين إلى أن حيهم يعد من أكبر الأحياء القصديرية بالمنطقة، بالنظر إلى عددهم الكبير التي قدر بأكثر من 500 عائلة، وهو ما جعلهم يطالبون والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، بضرورة برمجة زيارة لحيهم القصديري والوقوف على حجم المعاناة التي يتخبطون فيها لسنوات عديدة، دون أن ننسى الأمراض التي باتت تهدد صحتهم، عسى ذلك يشفع لهم في الحصول على ما يريدونه.واستاء السكان من عدم مبالاة السلطات المحلية لبلدية السحاولة وحتى مصالح الدائرة الإدارية، التي لم تكلف نفسها في إحصاء أصحاب القصدير في المنطقة، والسعي لبرمجتهم ضمن عمليات إعادة الإسكان التي تقوم مصالح ولاية الجزائر منذ ما يزيد عن أربع سنوات، حيث لم تبال بمعاناتهم التي أرقتهم وحرمتهم من العيش بكل أريحية في شقق لائقة مثلهم مثل آلاف العائلات التي استفادت من الترحيل. يذكر أن العديد من بلديات العاصمة لم تمسها أية عملية إعادة الإسكان منذ انطلاقها في جوان 2014، وتم تنظيم خلالها 24 عملية، وهو ما جعل أصحاب القصدير المتمركزين بتلك المناطق يتخوفون من الإقصاء لاسيما بعد انتشار أقاويل في وقت سابق تشير إلى عدم امتلاك مصالح الولائية للإحصاء الشامل للبؤر القصدير في "البهجة"، في وقت طمأن الوالي زوخ، في أغلبية تصريحاته، المتبقين ببرمجتهم لاحقا في عمليات ومراحل أخرى كون الترحيل ما يزال متواصلا حسبه إلى غاية إسكان كل من له حق في السكن.