جدّد سكان حي «معمل النجاح» المعروف ب «أديمكو» ببلدية الرغاية، مطلبهم إلى السلطات المعنية وعلى رأسها والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، من أجل ترحيلهم إلى سكنات جديدة، قبل حلول فصل الشتاء الذي يزيد معاناتهم داخل البيوت القصديرية التي يتواجدون بها منذ سنوات، متسائلين عن سبب تأخر الولاية في إدراجهم ضمن المرحّلين رغم الوعود الكثيرة التي قُدمت لهم. وأوضح المشتكون أن الوضعية التي يعيشونها تتطلب إعادة إسكانهم، مثلهم مثل آلاف العائلات التي تم ترحيلها إلى سكنات جديدة منذ أكثر من سنتين، حيث لم يتم بعد تحديد تاريخ منحهم شققا لائقة، واكتفت سلطات ولاية الجزائر بطمأنتهم بالاستمرار في عملية الترحيل إلى غاية القضاء على كل الأحياء القصديرية بالعاصمة. وحسب هؤلاء فإن القاطنين بهذا الحي والبالغ عددهم 500 عائلة، ينتظرون بفارغ الصبر توديع الظروف القاسية التي يعيشون فيها، نتيجة غياب أدنى ضروريات الحياة، من كهرباء وشبكتي الغاز والماء، فضلا عن ضيق البيوت القصديرية التي أرغمتهم أزمة السكن على تشييدها، والتي أصبحت غير صالحة بالنسبة للكثير من العائلات التي تزايد عددها. وفي هذا الصدد ذكر بعض السكان أن هذه الوضعية أدت إلى إصابتهم بأمراض عديدة، منها الحساسية والربو والضغط الدموي، خاصة كبار السن والأطفال، مناشدين الوالي زوخ أخذ هذه الظروف بعين الاعتبار ومنحهم شققا لائقة في أقرب وقت ممكن. واستغرب المتحدثون عدم إدراجهم ضمن عمليات الترحيل ال21 التي قامت بها الولاية منذ جوان 2014، في حين رُحّل بعض سكان القصدير بنفس البلدية، على غرار حي الكروش بالرغم من أن حي أديمكو يُعد من بين النقاط السوداء التي تضمها العاصمة، محملين جزءا من المسؤولية المصالح المحلية التي لم تسع لبرمجتهم ضمن عمليات الترحيل التي مست البلدية في العديد من المرات، ولم تنقل معاناتهم إلى ولاية الجزائر. من جهة أخرى، عبّر هؤلاء عن قلقهم الشديد جراء الاعتداءات التي يتعرضون لها بشكل يومي، كون حيّهم لم يزوّد بالإنارة العمومية، الأمر الذي ساعد مجموعة من الأشرار على زرع الرعب بالمنطقة، مؤكدين على ضرورة ترحيلهم أو حمايتهم قبل أن يحدث ما لا يُحمد عقباه، مثلما عرف حي مواتسة بالرويبة في الأيام القلية الماضية. بدورها، أكدت مصالح ولاية الجزائر وعلى رأسها الوالي زوخ، أن كل الأحياء القصديرية المتواجدة بإقليم العاصمة والتي لاتزال تنتظر دورها، معنية بعملية الترحيل، وسيتم برمجتها لاحقا، غير أن ذلك يتم عبر مراحل متفرقة بالنظر إلى الإمكانيات المادية والبشرية التي تتطلبها العملية.