كما لم تتمكن هيئة تسيير الحزب العتيد التي بادرت الى تنظيم هذا التجمع الذي حضره آلاف المؤيدين والداعمين لاستمرار بوتفليقة في الحكم لعهدة جديدة، وكذا قيادات سابقة في الافلان ووزراء سابقون وحاليون، من تبيان الخيط الأبيض من الأسود بشان الرئاسيات وموقف بوتفليقة منها، يحيث يبقى الترقب قائما لدى أنصار وداعمي العهدة الخامسة.أبقى الرئيس بوتفليقة على الغموض بشان ترشحه وتجاوبه لدعوات الترشح من قبل الموالاة وبالأخص أحزاب التحالف الرئاسي، ومعهم قطاع واسع من التشكيلات الحزبية والمنظمات الجماهيرية المؤيدة لترشح بوتفليقة من عدمه، رغم تعاظم دعوات ومناشدات الرئيس الاستمرار في الحكم من خلال الترشح للاستحقاق الرئاسي القادم الذي يفصلنا عن موعد تنظيمه ستة وستون يوما، ليبقى إعلان ترشح بوتفليقة من عدمه مؤجل الى إشعار آخر. وأعلن منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني ورئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، في خطاب مطولا ألقاه أمام في تجمع نضمه حزبه، ضم مناضلي وإطارات الحزب، أمس القاعة البيضاوية، عن ترشيح الأفلان لعبد العزيز بوتفليقة، داعيا إياه إلى التعاطي بالإيجاب مع دعوات الاستمرار في الحكم لعهدة جديدة. وقال بوشارب إن الافلان قد رشح رئيسه للرئاسيات القادمة لاعتبارات عدة، منها، أن "الظروف الصعبة والاضطرابات المحيطة ببلدنا وحماية وحدتنا تقتضي منا الإبقاء على الرئيس بوتفليقة الذي تمكن بفضل حكمته وسداده وحنكته من تحصين بلدنا من المخاطر التي كانت تتربص به، كما تمكن من إعادة الاستقرار والأمن الوطنيين وتضميد جراح الجزائريين الناجمة عن آلة الإرهاب الهمجي والتطرف التي ضربت لأكثر من عقد من الزمن أبناء البلد من الداخل، من خلال إقرار قانون الوئام المدني ثم تلاه ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي حظي بتزكية تفوق نسبتها تسعون بالمائة خلال استفتاء الشعب على هذا المشروع في 2005". وأضاف بوشارب وهو يعدد انجازات بوتفليقة منذ توليه الحكم سنة 1999، ان "الجزائر استعادت مكانتها في المحافل الدولية وأصبحت كلمتها مسموعة كما محل استشارة من قبل العديد من الدول في بعض القضايا خاصة منها ما يتعلق بالنزاعات الداخلية، كما شهدت الجزائر وثبة اقتصادية وتنموية مكنت من تقليص الفوارق الاجتماعية، وتسديد المديونية الخارجية التي كانت بمثابة الشبح الذي يتهدد بلدنا". وبرأي معاذ بوشارب فان "الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها الجزائر الناجمة عن انخفاض أسعار المحروقات في الاسواق العالمية، وكذا الاضطرابات المحيطة ببلدنا والمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر لضرب استقرارنا ومحاولات المساس بوحدة امتنا وسيادتنا، تحتم علينا الإبقاء على الرئيس بوتفليقة الذي لم يدخر جهدا في سبيل حماية وتحصين بلدنا من الأيادي الآثمة التي تتربص به سوءا. وقال بوشارب ان "حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان السباق التي دعوة ومناشدة رئيسه عبد العزيز بوتفليقة الترشح لعهدة رئاسية جديدة، وكذا إلحاحه بمعية قادة أحزاب التحالف الرئاسي ترشح بوتفليقة وترشيح هذا الأخير، يجدد مناشدة الرئيس الترشح، كما يعلن الافلان ترشحيه لرئيس حزبه لرئاسيات افريل المقبل، وكلنا أمل في أن يتعاطى رئيس حزبنا مع مطلبنا الخاص بالترشح للاستحقاق الرئاسي، وثقتنا كبيرة في رئيسنا في التجاوب مع دعواتنا ونداءاتنا لفخامة الرئيس بمواصلة مسيرة البناء والتشييد والاستمرار في الحكم لتعزيز المكاسب والانجازات المحققة على مختلف المستويات" .