وكانت بلدية سيدي نعمان تلقب خلال العشرية السوداء برأس مثلث الموت، وهو ما دفع بالعديد من التجار والعمال إلى تجنب الإقامة بها، مما أثر سلبا على سير المشاريع المسجلة بالمنطقة، كما عرفت البلدية عدة اغتيالات راح ضحيتها العديد من المواطنين، وكذا تسجيل عدة خسائر مادية بسبب الهجمات الإرهابية المتكررة. وبعد تحسن الأوضاع الأمنية، قرر سكان بلدية سيدي نعمان العودة لديارهم بداية من سنة 2009 إلى غاية يومنا هذا، خاصة أن أغلبيتهم غادروا منازلهم خوفا من خناجر الموت التي أودت بالعديد من أفراد عائلاتهم، ولكن هاهم سكان سيدي نعمان يواجهون مشاكل متعددة وعلى مختلف الجبهات التنموية، فالمنطقة تعرف غياب المرافق العمومية مما دفعهم إلى الاستنجاد بالسلطات المحلية عبر الشكاوى المتكررة التي يبلغونها للمسؤولين، في حين أن النقائص لا تزال بالمنطقة بالجملة وصرخات المواطنين لا تجد الاستجابة ، حسب تصريحات سكان سيدي نعمان.وقال سكان المنطقة إن هذه الأوضاع انعكست سلبا على صورة مدينة سيدي نعمان ، مشيرين إلى مشكل كثرة النفايات العشوائية واهتراء غالبية الطرق التي تعبر أحياء البلدية التي أضحت في الآونة الأخيرة من بين أبرز بلديات ولاية تيزي وزو التي عرفت ارتفاعا ملحوظا من حيث الكثافة السكانية بأكثر من 18 ألف نسمةتعتبر بلدية سيدي نعمان من بين بلديات ولاية تيزي وزو التي تفتقر إلى المشاريع التنموية جراء غياب العقار وهو الهاجس الذي حال دون تشييد العديد من المشاريع التنموية التي استفادت منها البلدية في إطار برنامج المخطط الخماسي ، وهو ما جعل السكان يطالبون من السلطات الوصية بتهيئة الأراضي المتواجدة في المناطق الحدودية مع ولاية بومرداس وتحويلها لمساحات ملائمة لتفعيل المشاريع التنموية المخصصة من قبل السلطات الولائية التي بحسب المجتمع المدني لذات البلدية تبقى بعيدة عن الاحتياجات الفعلية للسكان وترقية سيدي نعمان إلى أرقى بلديات ولاية تيزي وزو على أساس أنها باتت في أمس الحاجة لمشاريع تتماشى وخصوصيات المنطقة، بحكم أن المساحات الشاغرة على مستوى إقليم البلدية غير كافية لتفعيل الحركة التنموية الأمر الذي يتوجب على السلطات الولائية تخصيص ميزانية مالية لتهيئة الأراضي الاستثمارية.وفي سياق متصل، تعاني غالبية قرى سيدي نعمان من مشكل نقص الماء الشروب الذي يحصل عليه السكان مرة أو مرتين في الأسبوع لا تدوم إلا ساعات قليلة وهي غير كافية لتلبية حاجاتهم من المياه وخاصة في فصل الصيف، مما يضطرهم إلى الاشتراك في ينابيع المياه الخاصة لتعويض هذا النقص.من جهتها، تسعى السلطات المحلية لذات البلدية إلى الاستثمار في كافة المؤهلات التي تتوفر عليها بلدية سيدي نعمان للشروع في إنجاز أكبر عدد ممكن من المشاريع التي لها علاقة مباشرة بالتنمية المحلية وذلك رغم قلة المساحات الأرضية المؤهلة لإنجاز المرافق التي يطالب بها السكان.