حظيت ولاية وهران بإهتمام بالغ جدا من طرف السلطات المحلية في الآونة الأخيرة لسبب وحيد وهو جعلها حاضرة وسط دول حوض البحر الأبيض المتوسط لأنها تملك كل المؤهلات الطبيعية والمادية والبشرية لتكون كذلك، فموقعها الساحلي الخلاب يرشحها لتكون في قائمة أكبر المدن المتطورة في منطقتها وثرواتها البشرية والطبيعية يسمح لها بدخول غمار المنافسة في شتى المجالات الإقتصادية والتجارية والسياحية أيضا. وعلى هذا الأساس لم تدخر السلطات المركزية ولا المحلية جهدا لتحقيق هذا الحلم الذي طالما علق في قلوب وأذهان سكان وهران، حتى راحوا يسمونها بالباهية، ولكي تستحق هذا القلب فعلا، كان الحل هو تسجيل أكبر قدر من المشاريع التي من شأنها أن تغير الوجه الأسود الذي إلتصق بهذه المدينة الساحرة لسنوات طويلة بسبب عوامل كثيرة لايمكن حصرها في سطور لكن أهمها هو الإهمال واللامبالاة.لكن من حسن الحظ باتت هذه الأمور من الماضي وظهر أمل جديد في مستقبل الباهية بفضل رغبة المسؤولين بها في التغيير من الحسن إلى الأحسن فلم يقتصر الأمر على رصد الأموال الطائلة وصرفها هنا وهناك في مشاريع يحتاجها المواطن، بل تجاوز الأمر هذه الحدود وأصبحنا اليوم نتحدث عن ورشات عمل وتشاور وتبادل للآراء والأفكار في كيفية تحديث مدينة وهران، وإزالة ظاهرة الترييف التي نَزَحت إليها في العشريات الأخيرة لظروف عدة. كما يتطلب التحديث أيضا إعادة تأهيل عقول الناس وخاصة من لهم سلطة بهذه الولاية حتى يدركوا بأن دورهم ليس فقط إعتلاء عرش المناصب والأمر والنهي وكفى، بل دورهم أهم وأسمى هو البناء والتشييد والإخلاص في تأدية المسؤولية فيجددوا مدينتهم وكأنهم يجددوا منازلهم.