ولوج المرأة إلى عالم السياسة، أضحى أمرا واقعيا، لا مفر منه، بالنظر إلى عدة معطيات، ثقافية وسسيولوجية جعلت من المرأة تدخل هذا العباب المتلاطم، وهي كلها عزم على تحقيق طموحاتها في تبوء أعلى المراتب المرموقة في المجتمع. وكفاح المرأة سواء في الجزائر أو في العالم، من أجل المشاركة الفعلية في أخذ القرار ليس وليد اليوم، فهو يرجع في التاريخ الحديث إلى البدايات الأولى للمناضلة روزا لوكسمبورغ التي حملت لواء مساهمة المرأة في الإنتخابات كناخبة، طبعا، بما كان يتماشى وذهنية المجتمع الأوروبي حينها، لتنتشر تلك الأفكار في كل أرجاء العالم (..) ونحن لا نريد الخوض في دقائق الأمور، لأن المرأة الجزائرية لها من المرجعيات الأصلية ما تجعلها طرفا فاعلا في السياسة العامة للبلد. والسياسة بصفتها المعبر الذي تنطلق منه الأفكار والمقترحات، أخذت منه حواء مجالها المفضل، لأنها تملك كل المؤهلات والإمكانيات العلمية والمهنية لذلك (..) وما خوضها هذه المرة للتشريعيات سوى تأكيد إضافي على أن البرلمان أو المجالس المنتخبة المحلية ستكون مضمارا حاسما للتنافس بين النساء المترشحات، على أساس البرامج ليس إلاّ.. ولا يمكن الحديث عن دور المرأة في السياسة، دون أن نقحم ما للمجتمع المدني من أثر بليغ في تشجيع النساء على الإبداع السياسي، خصوصا إذا سلمنا أن كل التركيبات الإجتماعية لهذه الجمعيات لا تخلو من العنصر النسوي.. فإذا كان الكلام عن السياسة ذي شجون، فإن للمرأة الجزائرية طبائع وفنون في تركت وستترك بصماتها لامحالة على المشهد البرلماني والوطني عموما.