المرأة عماد المجتمع و نواة الأسرة المتماسكة،و لهذا الاحتفال بها أمر ضروري و بالخصوص أنها تمكنت من خوض شوط كبير في مسار التقدم و اللحاق بركب الأمم ،و المرأة الجزائرية كغيرها من النساء استطاعت أن تبرز في ميادين عدة و تنافس الرجل في مجالات كانت مقتصرة عليه قبل أن تكسر التقليد و ترفع التحدي ،المرأة المثقفة هي الأخرى ناضلت في سبيل الارتقاء والتطور و هذا ما تعكسه هذه الآراء التي جمعتها "الجزائرالجديدة "عن المثقفات الجزائريات في يومهن العالمي. بهية راشدي المرأة الجزائرية معروف عنها الكفاح منذ الأزل، ووقفت جنبا إلى جنب مع الرجل في الثورة و ناضلت بكل ما أوتي لها من قوة ،فكانت الأم و الزوجة و الجدة و الأخت، و قد شهد لها بذلك كل من عرفها . فالمرأة مهما علت بها المراتب ، تظل متمسكة بأنوثتها و تجمع بين واجبات البيت و العمل و هذا ما يشكل سر المرأة الجزائرية.أما المرأة الفنانة ،فأنا أراها قد استطاعت أن تكسر الخلفيات و الذهنيات التي كانت تطبع مجال التمثيل بالتحديد،فبعدما كان ينظر إلى المرأة الممثلة نظرة غير منصفة ،أصبحت اليوم تحظى بالاحترام و التقدير وتمكنت العديد من الممثلات أن يحضين بمكانة مشرفة في عالم الفن السابع و يجسدن أحلامهن و طموحاتهن على ركح المسرح و الغوص في قلب المجتمع و نقل همومه و تطلعاته . ربيعة جلطي الكاتبة الجزائرية تطرقت إلى عدة مواضيع كسرت بها الطابوهات ،و فرضت نفسها على الساحة الأدبية ،بل أبعد من ذلك تمكنت من الفوز و التألق في عدة معارض و منتديات دولية و لقيت كتبها الرواج ،لا لشيء إلا لأنها نابعة من قلب المجتمع و تلامس القضايا الإنسانية برؤية إبداعية متميزة و إحساس كبير نابع من النضج الذي تتسم به المرأة الجزائرية على العموم و المثقفة بالتحديد ،ولهذا المرأة الكاتبة مهامها أكبر ،لأنها ستكون اللسان الناطق لعدد كبير من النساء و القلم الذي يجب عليه أن يغوص في عالم حواء و ينقل بالصوت و الصورة اهتمامات المرأة و يرفعها إلى أعلى المستويات لتكتمل الصورة . دليلة حليلو المرأة الجزائرية كل يوم تزداد تألقا و هي تستحق التكريم كل يوم ، و ليس فقط في يومها العالمي ، فهي تملك مكانة مرموقة في وسط المجتمع الجزائري الذي يعرف جيدا قيمة المرأة منذ الأزل ، فالبرغم من المشاكل التي عانت منها المرأة الجزائرية نتيجة الذهنيات و التقاليد و بالخصوص في بعض المناطق من الوطن ،و لكنها تمكنت من فك القيود المفروضة عليها و تجسد هذه الحرية في إبداعات خالدة ،و نجحت في فرض نفسها و تقلد مناصب هامة في الدولة و تخترق عالما كان قبل سنين حكرا على الرجل ،و المرأة المثقفة بدورها تقلدت مسؤولية إيصال صوت المرأة و تكون منبرا تعلو منه القضايا التي تهم المرأة ،و أنا كفنانة أحس بالمسؤولية أكثر من غيري لأن الفن رسالة وعليا تبليغها بالطريقة التي ترضي المرأة الجزائرية و تزيد من إحترامها