أحي مسجد الأزهر بسيدي بلعباس يوم العلم أول أمس بإقامة ندوة دينية علمية تحت شعار « جمعية العلماء المسلمين من التنوير الى التحرير « انطلقت بعد العصر واستمرت الى غاية صلاة العشاء نشطها مشايخ وأئمة وأساتذة جامعيون ,والبارز فيها تلك المحاضرة القيمة التي خصص الأستاذ الدكتورحنيفي هلالي جزء هاما منها للحديث عن دور الزوايا في الحفاظ على هوية ومقومات الشعب الجزائري وذكر في هذا السياق أن المستدمر الفرنسي وظف مستشرقين لدراسة بنية الزوايا اذ استطاع أن يستميل عددا قليلا منها لأجل نشرالشعودة والخرافات غيرها لم تفلح لأن جمعية العلماء المسلمين تصدت لها من خلال توعية وتوجيه الأمة عن طريق الوعظ والارشاد ومحاربة الجهل وغرس حب الوطن في النفوس . ويعد دينوفو أول مستشرق عسكري يكتب عن الزوايا في الجزائر سنة 1846 حيث اكتشف أنها كانت تؤطر المقاومة الشعبية عبر كافة مناطق الوطن فيما توصل ضابط عسكري اخر الى أن مداخيل الزوايا بلغت 7 ملايين فرنك فرنسي كانت تأتي من الزكاة وهبات الجزائريين . هذا وتشير الاحصائيات المسجلة في 1899 عن وجود 23 طريقة صوفية و 349 زاوية كانت تنشط بصفة منتظمة تعلم أبناء الوطن القران الكريم و قواعد اللغة العربية وتنشر تعاليم الإسلام وتوعي الشعب بمخاطر الاستعماروتحرضه على مقاومته . وأكد المحاضر أن جمعية العلماء المسلمين حركة إصلاحية وهي امتداد لحركة عبد القادر مجاوي كان همها عودة الجزائر الى الإسلام الصحيح ومحاربة التنصير والقيام بالوعظ والإرشاد وقد تمكنت في فترة وجيزة من بناء 140 مدرسة قرانية وظل رئيسها الشيخ بن باديس رحمه الله الذي امن بالوطن والشعب يناضل ضد سياسة الادماج وقد أفتى بفتوى نشرت في جريدة البصائر سنة 1938 مفادها أن كل من يتجنس بالجنسية الفرنسية أو يتزوج بفرنسية فهو مرتد وعليه بالتوبة لتجد صداها عند الأغلبية الساحقة من الجزائريين ان لم نقل الجميع.