الحمد لله الذي منّ علينا بالخيرات بجزائر «الجهاد والإجتهاد» و «الشهادة والإستشهاد» و «الإيمان والإحسان فكنّا بالاسلام والسلام والوئام في عزّة وكرامة وتعاون على البر والتقوى في كل المواقع والمواقف ، ويظل السؤال الذي يجمعنا هو «كيف نستقبل رمضان» ، والجواب يحدّد المسار .. يا أنصار الله (عزّ وجل) ويا أحباب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن إستقبالنا لرمضان يجب أن يكون بالإرتباط بالتّوبة والإحسان وفق ضوابط الكتاب والسنة والإجماع لضمان الفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة. كيف تستقبل رمضان يا أمة الإسلام من المحيط الى الخليج وفي كل مكان تتواجد فيه عناصر أمة الإيمان والإحسان ؟ علينا حكام ورعيّة أن نجعل من هذا الشهر القرآني المحمدي النّوراني «نقطة تحوّل» من حياة الفرقة والإختلاف الى حياة التعاون والإئتلاف ، أيها الإخوة والأخوات في الله ... إنه في رمضان علينا أن نحقّق بصدق وحقّ عفّة اللسان وسلامة الصّدور ونقاء القلوب ، ففي الصيام تحقيق للتّقوى وامتثال لأمر الله تعالى وقهر للهوى. إننا في رمضان علينا أن نسعى لنكون على نهج أهل الصلاح والفلاح المذكورين في كتاب الله (عزّ وجل) «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» (سورة التوبة : الآية 112). أي : الأبرار المجاهدون الذي وعدهم ربّهم بالجنة ،هم التائبون من الذّنوب ما ظهر منها وما بطن ، المخلصون الطاعة لربهم ، الحامدون الله في السراء والضراء الصائمون أو المتفكرون في خلق الله المداومون على الصلاة ، المكثرون من نوافلها الآمون بما يحبه الله ورسوله الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) ، الناهون عما يكرهه الله ورسوله ، القائمون بحفظ الشرائع ، والتزام الأحكام ، وترك النواهي وبشّر أيها الرسول المؤمنين بجنات النعيم جزاء أعمالهم الصالحة . إن «عالم الصيام والقيام» يتألق بالإحسان والأمن في فضاء التوبة والغفران.