قال الله تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [التوبة: 112] - اختلف المفسرون في معنى ( السائحون ) في الآية على أقوال . * - ولعل أقوى هذه الأقوال وأرجحها أنهم الصائمون، وهو المروي عن أبي هريرة، وابن مسعود، وابن عباس، وعائشة وسعيد بن جبير، ومجاهد، والحسن، والضحاك، وعطاء، وقتادة. وبه قال أكثر العلماء، كالطبري وابن قتيبة، والزجاج، والزمخشري، والبيضاوي، وابن كثير. - قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : " كل ما ذكر الله في القرآن ذكر السياحة هم الصائمون " [ رواه ابن جرير ] . وما يقوي هذا القول أنه هو المروي الثابت عن الصحابة - رضي الله عنهم -. كما قالت أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها : سياحة هذه الأمة الصيام . - وكان بعض أهل العربية يقول : نرى أن الصائم إنما سُمي سائحًا، لأن السائح لا زاد معه، وإنما يأكل حيث يجد الطعام فكأنه أُخذ من ذلك .