قال صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”، ما هي علامات حسن الخلق لأننا نعاني كثيرا من أخلاق بعض الناس السيئة وهم يظنون أن أخلاقهم حسنة؟ ربما يظن بعض الناس أن أخلاقهم حسنة بدون أن يجاهدوا نفسه ويهذبوها بالرياضة، وهذا خطأ كبير، فالأخلاق لا تكون حسنة بدون مجاهدة، وحسن الخلق هو مجموع صفات المؤمنين وقد وصفهم الله في كتابه فقال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} سورة الأنفال. وقال تعالى:{التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين}.سورة التوبة رقم112. وقال تعالى:{قد أفلح المؤمنون” إلى قوله تعالى “أولئك هم الوارثون” سورة المؤمنون 1: 10 . وقال تعالى:{وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا}إلى آخر سورة الفرقان. فمن أشكل عليه حاله فليعرض نفسه على هذه الآيات. فوجود جميع هذه الصفات علامة حسن الخلق وفقد جميعها علامة سوء الخلق. ووجود بعضها دون البعض يدل على البعض دون البعض. فليشتغل بحفظ ما وجده وتحصيل ما فقده من هذه الصفات. وقد وردت أحاديث كثيرة في محاسن الأخلاق، مثل قوله صلى الله عليه وسلم:”والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”. متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم:”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”. متفق عليه. وكان صلى الله عليه وسلم إذا آذاه قومه قال:”اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”. وأخرج الإمام البخاري في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم:”المسلم من سَلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه”.