500 وجبة يوميا و30 متطوعا في الخدمة كعادته دأب الهلال الأحمر الجزائري بسعيدة ،على تنظيم مائدة رمضان لفائدة مختلف الشرائح المحتاجة إليها من عابري السبيل و فقراء و أفراد بدون مأوى بالإضافة إلى اللاجئين من دول أجنبية خاصة منها الدول الأفريقية و ذلك بمطعم الخدمات الاجتماعية لاتصالات الجزائر وسط مدينة سعيدة حيث يوفر الهلال الأحمر وجبات يوميا لما يزيد عن 500 عابر سبيل و يقف على تحضيرها شباب متطوع سخروا كل طاقاتهم لهذا العمل الخيري. كانت الساعة حوالي السادسة و نصف مساءا عندما توجهنا إلى مطعم الهلال الأحمر لمشاركة قاصديه مائدتهم الرمضانية ، والوقوف أيضا على تحضيرات عملية الإفطار حيث كان الجميع يجري يمينا وشمالا لتقديم أحسن الخدمات والوجبات استقبلتنا السيدة سمرة و رحبت بنا وابتسامة عريضة على محياها و قالت "أهلا بكم كل رمضان تجدونني هنا" وكان لنا معها حديثا شيقا عن التحضيرات اليومية حيث ينطلق العمل على الساعة الثامنة صباحا يسهر على سيره 30 متطوعا مقسمين إلى عدة مجموعات على مدار اليوم فريق يقوم بجمع حاجيات المطعم من خضر ولحوم و كل ما يحتاج له المطبخ من مواد أولية وذلك بالذهاب إلى الأسواق و المحلات والطلب من البائعين المساعدة والفريق الأخر يتولى مهمة المطبخ وآخرون يهتمون بتنظيف المكان و ترتيبه في جو أخوي مليء بالتلاحم والاتحاد ويتوافد الى المطعم يوميا مابين 100 و 120 شخص جلهم من الأشخاص بدون مأوى وفقراء و مساكين بالإضافة إلى بعض العائلات وعابري السبيل و حوالي 20 نازحا افريقيا . « الدجاج المحمر" و"طاجين الحلو" وبينما نحن نتبادل أطراف الحديث مع السيدة سمرة دخل عدد من الشباب المتطوع ومعهم مجموعة من عابري السبيل والأشخاص بدون مؤوى ولدى استفسارنا قال عبد القادر كل يوم نتوجه إلى المحطة البرية للمسافرين لإحضار عابري السبيل والأشخاص بدون مؤوى. بدأ المعتادون على المكان وعابري السبيل في التوافد تحدثنا مع بعضهم ممن عبروا لنا عن رضاهم على ما يقدم لهم في المطعم من حسن استقبال وطعام ونظافة وهذا ما وقفنا عليه حيث كان طعام الإفطار "الحريرة " و "الدجاج المحمر" و "طاجين الحلو" والسلطات المختلفة والمشروبات الغازية وفاكهة " الدلاع" بالإضافة إلى "الشامية" و "الزلابية " جلسنا رفقة مجموعة من الضيوف لتناول التمر و الحليب جامعيون و لاجؤون أفارقة ضمن الوافدين و للحديث معهم عن سبب تواجدهم بالمكان فكانت لكل واحد منهم قصته ما بين طالبة جامعية لا يوفر لهم الحي الجامعي أطباقا في المستوى وآخر عابر سبيل ونسوة قذفت بهن الظروف إلى الشارع و اعتدن الحضور منذ سنوات للإفطار خالتي "هنية" ترى بأن هذه المبادرة جميلة وان الخير لا يزال موجودا في بلادنا والفضل يعود إلى شباب الجزائر بحسن المعاملة و تقديم الوجبات و توفير الأجواء العائلية التي يفتقدها الكثير منهم . غادرنا المكان وراحة نفسية كبيرة تنتابنا لا لشيء إلا لان الإنسانية تتجسد في أهم معانيها وهو الإحساس بالأخر وخاصة الطبقات المحرومة واللاجئين . و أكد رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري بسعيدة السيد حكوم ابن إبراهيم ،بأن اللجنة توزع أكثر من 500 وجبة يوميا بين محمولة وعلى الطاولة وهذا كله بفضل المحسنين و ذوو الخير من أبناء ولاية سعيدة و مجهودات المتطوعين الذين سخروا كل طاقاتهم لهذا العمل الخيري ،وككل سنة تقوم اللجنة بعملية ختان 7 أطفال كل أسبوع وتنظيم حفلات صغيرة لفائدة هؤلاء الأطفال ،و اللجنة بصدد تحضير مشروع ملابس عيد الفطر وهدفنا هو بلوغ 500طفل أو أكثر إذا أمكن لإدخال الفرحة إلى العديد من بيوت الفقراء .