كما جرت العادة خلال السنوات الماضية وطيلة شهر رمضان المعظم دأب الهلال الأحمر الجزائري بسعيدة على تقديم وجبات ساخنة للصائمين يوميا بمطعم الخدمات الاجتماعية لاتصالات الجزائر وسط مدينة سعيدة الذي يفتح أبوابه كل سنة للهلال الأحمر لاستقبال الفقراء وعابري السبيل ،هذا النشاط الذي يدخل في إطار برنامج الهلال الأحمر الخيري الخاص برمضان المبارك وذلك لمساعدة المعوزين على ايجاد مكان ملائم ونظيف يفطرون فيه ، حيث يتم استقبال يوميا عدد معتبر من عابري السبيل و الأشخاص بدون مأوى والمحتاجين فضلا عن لاجئين أجانب متواجدين بالولاية يقفوا عليها شباب متطوعون سخروا أنفسهم لهذا العمل الخيري بتقديم وجبات لائقة وكاملة بالإضافة الى توفير أجواء أخوية لا تختلف عن العائلية. **جل المتطوعين شباب و من حاملي الشهادات توجهت الجمهورية الى مطعم الهلال الأحمر لمشاركة قاصديه مائدتهم الرمضانية و الوقوف على التحضيرات التي تسبق عملية الافطار ، مع دخولنا المطعم استقبلنا عدد من المتطوعين بترحاب كبير وجدناهم يعملون على قدم وساق بتنظيم محكم لإعداد الفطور لاستقبال ضيوفهم ،وما لفت انتباهنا جل الشباب المتطوع في مقتبل العمر و من حاملي الشهادات ومنهم من فضلوا أخذ عطلة العمل في هذا الشهر لتسخير طاقتهم في العمل الخيري تاركين عائلاتهم في هذه الايام من رمضان رغم خصوصيتها في العائلة من أجل مساعدة الفقراء ، فور دخولنا المطبخ شعرنا بلهيب كبير يحرق أجسامنا من شدة الحرارة فالعديد من الأفران كانت موقدة وعليها مجموعة من القدور لطبخ وجبة الافطار ، جلسنا هناك ووجدنا الشباب وهم منهمكون في العمل غير مبالين بالحرارة و الإرهاق وعلى رأسهم الطباخ فزة كريم الذي يملك خبرة في مجال الطبخ حيث كان يشتغل طباخا لمدة 28 سنة و هو الان متطوع منذ سنتين في الهلال الاحمر فاخبرنا انه يباشر العمل من التاسعة صباحا الى غاية السادسة لتحضير إفطار ضيوف الشهر الكريم كما انه يحرص يوميا على التنويع في الاطباق لان الصائمين الذين يقصدون المطعم هم بحاجة ماسة لأطباق شهية خاصة في هذا الشهر وأكد انه يقدم هذه الخدمة تطوعا منه فقط ،اما الشباب المتطوع فيبدأ العمل منذ الثامنة صباحا و الذين يطرقون يوميا مختلف الابواب ويعملون جاهدين للحصول على المعونات ،اقتربنا من أحد المتطوعات قالت ككل سنة أفضل أخد عطلتي في هذا الشهر من أجل هذا العمل الانساني رغم أنه عمل متعب ولكن كل شيء يهون من أجل خدمة الفقراء. **تضامن القلوب في أجواء عائلية داخل المطعم وبينما نحن نتبادل أطراف الحديث مع المتطوعين و الطباخ كانت تشير الساعة الى 16 زوالا بدأ توافد المعوزين لأخذ وجبة الفطور كاملة الى منازلهم ،اقتربنا من إحدى النساء التي كانت تنتظر أخذ وجبة فطورها وتحدثت الينا بابتسامتها العريضة التي لم تفارق محياها حيث عبرت عن رضاها على ما يقدم لهم من حسن الاستقبال وطعام من خبز وماء وحليب بالإضافة الى الوجبة الساخنة وقال عبد الكريم أب لثلاثة اطفال انه كل سنة يقبل على المطعم لأخذ وجبة الفطور و السحور التي تسد جوعنا وتخفف علينا من متاعب المصاريف وهذا الرضى كان واضحا من خلال إقبال المعوزين على المطعم ، قبل نصف ساعة من موعد الفطور بدأ الشباب في إعداد طاولات الافطار بما يلزم المائدة التي لا تختلف عن تلك التي تنصب في البيوت من تمر و حليب و ماء وخبز ،بدأت حركة الشباب تنشط أكثر مع اقتراب موعد آذان المغرب حينما بدأ
**تقديم ما يزيد عن 400 وجبة يوميا المعتادون على المكان وعابري السبيل في التوافد ، تحدثنا مع بعضهم الذين أبدوا ارتياحهم للخدمات و نظافة المكان و الوجبات التي تقدم وهذا ما وقفنا عليه حيث كان طعام الافطار الحريرة ، والبوراك ، وسلطة ،طبق الحلو ، البدنجان بالدجاج ،والمشروبات الغازية ، حيث يتجند الطاقم و يقف على طاولات الضيوف لتلبية حاجياتهم بكل إخلاص و حب في أجواء عائلية, وبعد الإفطار تبدأ عملية غسل الأواني و تنظيف المكان وتحضيره لليوم الموالي.
وأكد رئيس الهلال الأحمر لولاية سعيدة حكوم بن براهيم أن المطعم يقوم بإعداد ما يزيد عن 400 وجبة يوميا 100 وجبة تقدم في المطعم و318 وجبة محمولة يتم تقديمها للعائلات المعوزة و الفقيرة كما أن هذه العملية تمولها تبرعات المحسنين و أهل الخير و بمساعدة ملبنة سعيدة و الجزائرية للمياه التي تتبرع لهم بكمية من السلع التي تنتجها.