كل من عرف معاشو يدرك شغفه بالكتاب و حرصه على رصد كل مستجدات الشأن الأدبي و الثقافي ... و معاشو بعبارة أدونيس مفرد في صيغة الجمع فهو خطاط متمكن أبدع أغلفة كتب الكثير من المبدعين و من بينهم الشاعر المغربي محمد بنيس ...و كانت له بصمته في اغلفة المجلة البيروتية كتابات معاصرة ...و مع الإبداع اشتغل على المقاربة النقدية لهذا الفن ...و معاشو ايضا شاعر و مشتغل بالدرس النقدي . معاشو ممن يشتغلون بصمت و تاني و تدقيق ..و مواظب على تحيين المعطيات و تجديد آليات الاشتغال إبداعيا و نقديا ...و من هذا المنطلق كان انخراطه في تجربة الهايكو كافق مفتوح و متصل ايضا بهواجسه ... و الهايكو المرتبط بالمرجعية اليابانية صار حاضرا حضورا مثيرا للجدل ...و لكن الإبداع يفرض نفسه باي صيغة ..و ربما ما جذب معاشو للهايكو هو التقاطع مع ما يسكنه و التلاقي بين الشاعر و الخطاط في كتابة ترتبط بحوارية مع الطبيعة و توليد المفردات من رحم الطبيعة أو إعادة صياغة الطبيعة باللغة ...و تحديدا لغة الشعر التي هي تكثيف ينزاح عن محدودية العبارة أمام اتساع الرؤية بتعبير النفري ..نصوص معاشو متصلة بما يسكنه و وجد في الهايكو هندسة مناسبة أو معمارية معادلة لكثافة الحمولة. و تجربة معاشو التي سأعود إليها في دراسة مفصلة لها خصوصيتها ...و هي من مخرجات مدخلات تجربة عرفت تحولات و ارتبطت بقلق إبداعي و شغف سفر تخييلي ...و النص له كيمياء التفاعل بين عناصره و له فيزياء التفاعل مع المحيط ...و بنينة النص عند معاشو مرتبطة بخلفيته الكوريغرافية ...تلك بعض عناصر قراءة تجربة لا زالت كأفقها مفتوحة ....فالهايكو من مرجعية مجتمع كتب عنه رولان بارت كتابه إمبراطورية الدوال ...و كما قال بارت لكل دال ظله ...و تشفير النص مرتبط بانتصاص ما يتوارى خلف الظل . و معاشو المتابع الراصد و الجامع بين الرصيد التراثي و الرصيد الحداثي ...المازج بين إبداع الحرف و إبداع الدال برؤية يتجدد تحبينها. ينطلق في نصوصه من مساءلة كائنات و عناصر الطبيعة و يكابد في سبيل توليد ما يتشكل كعلامة ..كجرس ...كصوت ناي و تقاسيم عود ...في شعر يتكثف الدال فيه بامتصاص كل ما في الطبيعة و بالتمازج مع كل الفنون و بالتناص مع مختلف المتون وبالانطلاق من المعيش نحو تجريد يحمي من وطأة العابر. ..